قالت وسائل إعلام عبرية إن وفداً إسرائيلياً سيغادر، الإثنين 18 مارس/آذار 2024، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لتقديم رد تل أبيب على مقترح حركة "حماس" بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إن إسرائيل ستعرض في محادثات قطر هدنة 6 أسابيع في غزة مقابل تحرير 40 رهينة.
وتُجرى في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، بوساطة قطر ومصر وبمشاركة الولايات المتحدة، في ظل استمرار إسرائيل في شن حرب مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويغادر الوفد الإسرائيلي إلى قطر عقب مداولات في كل من مجلس الحرب الإسرائيلي والمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).
وقالت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة): "يغادر الوفد الإسرائيلي اليوم إلى الدوحة، حيث ستُجرى محادثات الصفقة، بعد أربعة أيام من تقديم رد حماس إلى الوسطاء".
"عملية معقدة"
ونقلاً عن مصدرين مطلعين لم تسمهما، أضافت أن "الوفد سيغادر بعد أن حصل من المجلس الوزاري المصغر على تفويض بإجراء مفاوضات عامة".
كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أنها "ستكون عملية طويلة ومعقدة، المفاوضات تتجه لتكون مع (زعيم حماس في غزة يحيى) السنوار"، في إشارة إلى أنه مَن يتخذ القرار.
وتابع المسؤول: "حتى لو كانت (بعض قيادات) حماس في الخارج، فليس لديها أي تفويض لاتخاذ القرارات. كل فاصلة وكل نقطة (في الاتفاق المرتقب) ستستغرق ما بين 24 إلى 36 ساعة. ستكون عملية معقدة".
واعتبر أن "العرض الذي تلقته إسرائيل من حماس ليس جيداً، وعلى الجانبين أن يكونا مرنين".
وقال إن "التفويض (الممنوح للوفد الإسرائيلي) يتيح فتح مفاوضات حقيقية. وفريق التفاوض عازم على التوصل إلى اتفاق".
عرض جديد من الاحتلال
في سياق متصل نقلت رويترز عن مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل سترسل وفداً رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز المخابرات (الموساد) إلى قطر، الإثنين، لإجراء محادثات عن طريق الوسطاء مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بهدف تأمين هدنة مدتها ستة أسابيع في غزة على أن تطلق حماس بموجبها سراح 40 رهينة.
وقدَّر المسؤول أن هذه المرحلة من المفاوضات قد تستغرق أسبوعين على الأقل، مشيراً إلى صعوبات قد يواجهها مفاوضو حماس في التواصل مع الحركة داخل القطاع المحاصر بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب.
مقترح حماس
وفي 15 مارس/آذار الجاري كشف مصدر فلسطيني مطلع للأناضول أن مقترح "حماس" يتضمن 3 مراحل يستمر تنفيذ كل منها 6 أسابيع، يتخللها تبادل لأسرى وعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن هدف إسرائيل هو التوصل إلى "42 يوماً هدنة مقابل عودة 40 مختطفاً (إسرائيلياً)" من غزة".
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9100 أسير فلسطيني، وتقدّر وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وفي الأيام الماضية، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الوفد الإسرائيلي أصر على عدم العودة إلى المفاوضات دون الحصول على تفويض واضح من الحكومة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الإثنين، عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها أن "فريق التفاوض حصل على تفويض واضح من الكابينت".
واستدركت: "لم يحصل الفريق على كل ما طلبه، لكنه حصل على ما يكفي لتحريك المفاوضات التي ستُجرى بين إسرائيل والسنوار، وليس مع الوسطاء، ولذلك، فإن أي تغيير سيستغرق وقتاً".
ولفتت إلى أنه سيرأس الوفد الإسرائيلي رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) دافيد بارنياع.
وحتى الساعة 08:30 (ت.غ)، لم تصدر إفادة رسمية من الدوحة بشأن وصول فريق التفاوض الإسرائيلي.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، في سابقة تاريخية، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" في القطاع المحاصر منذ 17 عاماً.
وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني؛ ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود حوالي مليوني نازح.