رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول المدير العام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الإثنين 18 مارس/آذار 2024، قطاع غزة، إذ تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها التي يمنع فيها فيليب لازاريني الدخول منذ توليه المنصب في عام 2020.
وقال فيليب لازاريني، المدير العام لأونروا، متحدثاً إلى جانب وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي بالقاهرة، إنه كان ينوي التوجه إلى رفح اليوم الإثنين "لكن تم إبلاغي قبل ساعة برفض دخولي إلى رفح".
وقال شكري للازاريني: "تعرضتم للرفض من الحكومة الإسرائيلية، رفضت دخولكم، وهي خطوة غير مسبوقة لممثل في هذا المنصب الرفيع".
وتقدم أونروا التي تأسست عام 1949 المساعدات والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وهي أكبر جهة لتقديم المساعدات في غزة.
تفاقم الأزمة الإنسانية
وتأتي هذه الخطوة لمنع لازاريني من دخول القطاع في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون هناك أزمة إنسانية متفاقمة.
وجاء في تقرير مدعوم من الأمم المتحدة اليوم الإثنين أنه من المتوقع حدوث مجاعة من الآن وحتى مايو/أيار في شمال غزة.
وقال لازاريني: "نخوض سباقاً مع الزمن لوضع حد للجوع المتفاقم ومنع المجاعة التي تلوح في الأفق في قطاع غزة".
ووصف المجاعة في غزة بأنها من صنع الإنسان، مشيراً إلى أنه يمكن حل الأزمة ودحرها من خلال الإرادة السياسية المناسبة، ويمكن "إغراق" غزة بالطعام من خلال المعابر.
زيارات لازاريني
من جانبها، قالت جولييت توما مديرة الاتصالات في أونروا لرويترز إن لازاريني زار قطاع غزة أربع مرات منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وفي مناسبات كثيرة من قبل.
وأضافت توما أن "السلطات الإسرائيلية منعت دخول المدير العام لأونروا إلى غزة اليوم"، مضيفة: "كنا مستعدين للمغادرة هذا الصباح على متن طائرة مصرية من القاهرة إلى العريش".
وتواجه أونروا أزمة بسبب مزاعم إسرائيلية في يناير/كانون الثاني أفادت أن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة شاركوا في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ودفعت الاتهامات الإسرائيلية 16 دولة من بينها الولايات المتحدة إلى وقف تمويل لأونروا بقيمة 450 مليون دولار، مما أدخل عملياتها في أزمة.
وقامت أونروا بطرد بعض الموظفين، قائلة إنها تصرفت من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، وتم تدشين تحقيق داخلي مستقل للأمم المتحدة.
وأستراليا واحدة من عدد من الدول التي استأنفت تمويل الوكالة لاحقاً، وقال وزير خارجيتها الأسبوع الماضي، إن بلاده تشاورت مع أونروا والجهات المانحة الأخرى وإنها مقتنعة بأن الوكالة ليست منظمة إرهابية.
تحذيرات من الجوع
ومع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها السادس، حذرت الأمم المتحدة من أن 576 ألف شخص على الأقل في غزة، أي نحو ربع السكان، على حافة المجاعة، فيما يتزايد الضغط العالمي على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقال لازاريني إن أكثر من 150 من مرافق أونروا تعرضت للقصف أو أصابها الدمار كلياً أو جزئياً في الحملة الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل، رداً على هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف: "نعلم أيضاً أن عدداً من الموظفين الذين تم اعتقالهم خضعوا لتحقيقات قاسية وسوء معاملة وإهانة".