قدم رئيس أركان الاحتلال هرتسي هاليفي اعترافاً لأول مرة الأحد 17 مارس/آذار 2024، بالفشل في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ; وذلك في إشارة للهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات ومعسكرات الاحتلال في غلاف قطاع غزة، مضيفاً: "أنا المسؤول عن ذلك".
وفي ذلك اليوم، هاجمت حركة حماس، قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة، فأصابت وقتلت وأسرت إسرائيليين؛ رداً على "اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وقال هاليفي في تصريح متلفز: "ليس من الصواب المساس بالجيش لا سيما خلال الحرب، ونركز حالياً على تحقيق أهداف الحرب".
ورفض هاليفي وقف التعيينات في جيش الاحتلال، قائلاً: "لدينا أشخاص مصابون، ونحن بحاجة إلى استبدالهم".
وخلال الأحد، وبّخ وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك خلال مراسم تأبينية لقتلى القوات الإسرائيلية.
حيث قال غالانت في إشارة إلى الادعاءات القائلة بأن نتنياهو "يضيِّع الوقت"، في إطار المناقشات لاستئناف المفاوضات حول صفقة أسرى جديدة: "مثلما تصرفنا طوال الحرب، فإن الجهاز الأمني بقيادتي، بجميع أجزائه، مستعد لاستغلال كل فرصة، بما في ذلك الفرصة الحالية، لإعادة المحتجزين إلى عائلاتهم".
يأتي ذلك فيما طلب وزيرا مجلس الحرب، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، السبت، التحدث إلى رئيس الوزراء نتنياهو حول المفاوضات بشأن صفقة الأسرى، لكن طلبهما رُفِض.
بسبب ذلك، عقد وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، السبت 16 مارس/آذار 2024، اجتماعاً بديلاً عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحرب، وذلك لمناقشة صفقة الأسرى المحتملة مع حركة حماس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "بعد عدم اجتماع مجلس الحرب السبت، عقد وزير الجيش جلسة نقاش شارك فيها كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك والوفد المفاوض حول صفقة الأسرى"، مخالفاً بذلك كل القواعد السياسية المتعارف عليها في إسرائيل.
وشارك في الاجتماع رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي من المتوقع أن يغادر لإجراء محادثات بقطر في وقت لاحق.
ولفتت إلى أن نتنياهو لم يُدعَ إلى اجتماع مجلس الحرب، خلافاً للاجتماعات السابقة التي تعقد مساء كل سبت، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وتتوسط قطر ومصر بمساعدة الولايات المتحدة، بين إسرائيل وحماس، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وتقدّر إسرائيل وجود أكثر من 125 أسيراً في غزة، بينما تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
وسبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".