قال البيت الأبيض، الجمعة 15 مارس/آذار 2024، إن "الاقتراح الذي تقدمت به حركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من أجل إطلاق سراح الرهائن هو بالتأكيد ضمن حدود ما هو ممكن"، فيما أشارت صحف إسرائيلية إلى أن وفداً من الاحتلال سيتوجه إلى قطر بعد الرد الذي قدمته الحركة الفلسطينية.
ووفقاً لمقترح لـ"حماس" اطلعت علي رويترز، اقترحت الحركة على الوسطاء والولايات المتحدة وقفاً لإطلاق النار يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، يقضي 100 منهم أحكاماً بالسجن مدى الحياة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الاقتراح "يقع بالتأكيد ضمن حدود الخطوط العريضة… للاتفاق الذي نعمل عليه الآن منذ عدة أشهر".
وقال كيربي للصحفيين: "نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، لكن هذا لا يعني أن الأمر قد أنجز".
فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الفريق الإسرائيلي المفاوض، بقيادة مدير الموساد ديفيد بارنيع، يستعد للمغادرة إلى الدوحة الأحد 19 مارس/آذار، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيتمحور تركيزها حول رد حماس على صفقة الرهائن المقترحة.
ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشاورات مساء السبت، للتداول حول ما إذا كان سيتم توسيع تفويض فريق التفاوض قبل مغادرته إلى قطر وكيفية ذلك.
وهناك نقطتان شائكتان رئيسيتان في المفاوضات هما إصرار حماس على انسحاب قوات الاحتلال من ممر جنوب مدينة غزة، وهو ما يعيق حالياً عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، فضلاً عن مطالبتهم بوقف دائم لإطلاق النار في المرحلة الثانية من الصفقة.
5 مجازر
يأتي ذلك فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الجمعة، إن 56 فلسطينياً استشهدوا وأصيب أكثر من 300 آخرين جراء 5 مجازر ارتكبتها إسرائيل خلال 48 ساعة بحق متلقي المساعدات في القطاع.
وأفاد بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال 48 ساعة، وفي انتهاك صارخ وفظيع لحرمة شهر رمضان المبارك، 5 مجازر وجرائم ضد مراكز توزيع المساعدات، على المواطنين المدنيين وأفراد يعملون فيها".
وأضاف المكتب الإعلامي في منشور على حسابه بتليغرام، أن "عدد الشهداء جراء تلك المجازر الوحشية بلغ 56 شهيداً، إضافة إلى إصابة أكثر من 300" شخص.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات في محافظة رفح جنوب القطاع شملت قصف مركز لتوزيع المساعدات تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" راح ضحيته "5 شهداء"، وقتل مدنيان يعملان في تقديم المساعدات عقب قصف سيارتهما.
وفي مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، أوضح المكتب أن الجيش "قصف مركزاً آخر لتوزيع المساعدات، راح ضحيته 8 شهداء".
وأكد المكتب مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول المساعدات على دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة.
وبيّن أن قتلى دوار الكويت "وصل منهم 23 إلى المستشفيات، وبقيت جثامين أكثر من 10 ملقاة على الأرض، حيث يمنع الاحتلال وصول أي أحد إليهم، ويقوم بإطلاق النار على كل من يقترب منهم".
والخميس، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة ضد منتظري المساعدات عند دوار الكويت، راح ضحيتها 20 قتيلاً و161 جريحاً، وفق ما أعلنته وزارة الصحة بقطاع غزة، صباح الجمعة.
وحمّل المكتب الحكومي "الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جريمة الإبادة الجماعية وحرب التجويع والمجاعة التي تتعمّق بشكل أكبر في قطاع غزة".
وطالب "كل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، التي راح ضحيتها أكثر من 110 آلاف ما بين شهيد وجريح ومفقود ومعتقل"، وفق المكتب الإعلامي.
كما طالبها أيضاً بـ"وقف المجاعة فوراً قبل فوات الأوان، وفتح المعابر البرية وإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة، وإدخالها بشكل فوري بالتزامن مع شهر رمضان المبارك وفي مواجهة المجاعة".
ورغم دخول شهر رمضان، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".