قال مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة abcnews، الجمعة 15 مارس/آذار 2024، إن الولايات المتحدة بدأت في تأخير تقديم بعض المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، وهو أمر نفاه مسؤولون أمريكيون كبار، وقد تمثل هذه التصريحات دليلاً إضافياً على زيادة توتر العلاقات بين الحليفين.
المسؤول الإسرائيلي، الذي تحدث إلى الشبكة الأمريكية شريطة عدم كشف هويته، أوضح أن شحنات المساعدات العسكرية الأمريكية كانت تصل بسرعة كبيرة في بداية الحرب، "لكننا نجد الآن أنها بطيئة للغاية، الأمر الذي يضغط على إسرائيل في محاولتها تدمير حركة حماس في غزة"، على حد قوله.
وبيّن المسؤول الإسرائيلي أنه "غير متأكد من السبب وراء التأخير"، إلا أن إسرائيل تدرك تماماً مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب، وأنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتوفير المساعدات الإنسانية لغزة.
واشنطن تنفي
وبسؤالهم عن الادعاءات، قال العديد من المسؤولين الأمريكيين إنه ليس هناك تغيير في السياسة الأمريكية، وليس هناك أي تأخير متعمّد في توصيل المساعدات أو مبيعات الأسلحة التي تلقت إسرائيل وعوداً مسبقةً بها.
وتحدث المسؤولون الأمريكيون عن وجود نقاشات حول الأوراق التي ربما تمتلكها الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل، حتى تدفع نتنياهو إلى فعل المزيد من أجل حماية المدنيين.
ويأتي هذا بالتزامن مع تفكير إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية بغزو رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
لكن المسؤولين الأمريكيين أشاروا كذلك إلى عدم اتخاذ أي قرار حول استخدام أي أوراق ضغط، وذكروا أنه من المحتمل تقديم مساعدات أكثر -وليس أقل- كنوع من الحافز.
وعند سؤال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي عن إبطاء مساعدات ومبيعات الأسلحة المحتمل، أجاب قائلاً إن الولايات المتحدة مستمرةٌ في تزويد إسرائيل بما تحتاجه.
نقص في القذائف
بينما أفاد المسؤول الإسرائيلي الكبير بأن إسرائيل تعاني نقصاً متزايداً في قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وقذائف الدبابات عيار 120 ملم.
في سياق متصل، قال المسؤول الإسرائيلي الكبير إنهم بحاجةٍ إلى بعض معدات التوجيه الحساسة أيضاً، لكنه رفض التوضيح أكثر. وذكر أن أي تأخيرات اليوم تثير القلق على نحو خاص؛ لأن الدول الأوروبية أصبحت مترددةً في بيع أسلحتها لإسرائيل الآن.
كما أردف المسؤول أن إسرائيل "قد تخسر هذه الحرب"، لأن الفوز في الحرب يحتاج للذخيرة والشرعية، في ما بدأ رصيد إسرائيل ينفد من كليهما، على حد قوله.
وصرّح المسؤول لشبكة ABC News الأمريكية بأن ازدياد الضغط الدولي على إسرائيل بسبب بعض التكتيكات التي تستخدمها، من أجل تحقيق أهدافها العسكرية، يعني تقليل احتمالات إبرام اتفاق الرهائن أو وقف إطلاق النار في المستقبل القريب.
المسؤول الإسرائيلي أوضح أن ترك انطباع دولي إيجابي بشكلٍ عام صار أكثر أهمية من الذخيرة، لأن إسرائيل تستطيع هزيمة الأعداء في ساحة المعركة، لكنها ستخسر الحرب إذا تحوّلت إلى دولةٍ منبوذة، حسب قوله.
فيما تتعارض الممرات البحرية، والإسقاطات الجوية، وقوافل الشاحنات التي تحمل المساعدات مع التوجه العام للسياسة الإسرائيلية أيضاً. إذ يدعم قطاعٌ كبير في البلاد منع المساعدات عن غزة بحسب المسؤول الإسرائيلي.
ويؤدي هذا الموقف إلى جعل تلك القطاعات الإسرائيلية على خلاف مباشر مع كبار مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي يجادل بأن زيادة المساعدات الإنسانية لا تتعارض مع الأمن الإسرائيلي.