فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في التقدم في استطلاعات الرأي وسد الفجوة بينه وبين منافسه دونالد ترامب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك رغم أنه واصل جولته في الولايات المتأرجحة الرئيسية، حيث حاول استعادة التقدم من دونالد ترامب في ساحات المنافسة التي ستحدد السباق إلى البيت الأبيض، في ظل معدلات تأييد سيئة.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الخميس 14 مارس/آذار 2024، فإنه رغم سهولة تأمين الترشيح الرئاسي للحزب الديمقراطي، يواجه بايدن الآن مهمةً أصعب تتمثل في محاولة إقناع الرأي العام الأمريكي بأنه يجب أن يحصل على فترة ولاية ثانية.
ما زال يتخلف عن ترامب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية
في الأسبوع الماضي، قام بجولة في الولايات التي تحمل مرة أخرى مفاتيح البيت الأبيض: بنسلفانيا وجورجيا ونيو هامبشاير. وكان في ولاية ويسكونسن أمس الأربعاء وسيسافر إلى ميشيغان اليوم الخميس، سعياً لدعم التحالف الهش الذي قاده إلى النصر في عام 2020.
رغم نارية خطاب حالة الاتحاد الأسبوع الماضي، تُظهِر أحدث استطلاعات الرأي أنه يتخلف عن ترامب في جميع الولايات الرئيسية، حيث أعرب الناخبون باستمرار عن مخاوفهم من أن بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، أكبر من أن يقضي فترة ولاية ثانية.
وأشاد الديمقراطيون على نطاق واسع بخطاب حالة الاتحاد باعتباره بداية المعركة بعد سلسلة من الزلات التي أثارت الشكوك حول عمر الرئيس. لكن الناخبين لم يتأثروا حتى الآن. وانخفضت شعبية بايدن إلى مستوى منخفض بلغ 37.4% بعد الخطاب.
وجد استطلاع أجرته شركة Ipsos مع شبكة ABC News منذ الخطاب أن 29% من الأمريكيين قالوا إن أداء بايدن كان أفضل من المتوقع، مقارنة بـ12% قالوا إنه كان أسوأ. ومع ذلك، وفي تأكيد على المهمة الشاقة التي تنتظره، قال 35% إنهم لم يروا أو يسمعوا أو يقرأوا الخطاب على الإطلاق.
رؤية بايدن
وفي حديثه أمام جمهور أغلبيته من السود في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، كشف بايدن عن استثمار بقيمة 3.3 مليار دولار للمجتمعات المحرومة في أكثر من 40 ولاية.
في إشارة إلى تراجع دعمه بين ناخبي الأقليات، الذين كانوا حاسمين في فوزه عام 2020، تعهد بايدن بأنه "بمساعدتكم، سنخفض الفقر بين السود واللاتينيين إلى النصف" خلال فترة ولايته الثانية.
ولا يزال الخبراء الاستراتيجيون الديمقراطيون يصرون على أن تقدم ترامب سوف يتبخر مع تطور الحملة الانتخابية، وأن الاختيار الذي يواجه الناخبين سوف يصبح أوضح مع بلوغ المشاكل القانونية للرئيس السابق ذروتها. ومن الممكن أن يصبح ترامب (77 عاماً) مجرماً مُداناً بحلول الوقت الذي يقبل فيه ترشيح الحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب في يوليو/تموز المقبل، حيث من المقرر أن تبدأ محاكمته بشأن دفع أموال سرية لممثلة أفلام إباحية قبل انتخابات عام 2016 في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي خطاباته هذا الأسبوع، سعى بايدن إلى سد هذا الانقسام من خلال مناشدة الجمهوريين المعتدلين والناخبين المستقلين والدعوة إلى العودة إلى الكياسة في السياسة والحياة العامة. وفي إشارة إلى أن ترامب قد قلب الأمريكيين ضد بعضهم البعض، قدم بايدن رؤيةً متفائلة للولايات المتحدة ضد رؤية منافسه الجمهوري المروعة لأمة في حالة انحدار نهائي.
ويعتقد الخبراء الاستراتيجيون الديمقراطيون أن هذا النداء سيكون له صدى لدى المحافظين المعتدلين الذين دعموا مُنافِسة ترامب، نيكي هيلي، طوال السباق التمهيدي للحزب الجمهوري.