أجرت الولايات المتحدة محادثات سرية مع إيران في وقت سابق من هذا العام، طلبت خلالها واشنطن من طهران استخدام نفوذها في كبح هجمات جماعة الحوثي باليمن على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بحسب ما نقلته صحيفة فايننشيال تايمز، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024 عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن المفاوضات بين واشنطن وطهران عقدت بصورة غير مباشرة في يناير/كانون الثاني الماضي في سلطنة عُمان، وكانت هي أول مفاوضات تجري بين الخصمين منذ 10 أشهر.
وبينت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تتواصل مع إيران بشكل مباشر، بل اعتمدت الدولتين على المسؤولين العُمانيين لنقل الرسائل.
وفقاً للصحيفة يسلط الاجتماع الضوء على قيام كل من طهران وواشنطن باستغلال القنوات الخلفية لمنع حرب الظل التي أشعلتها حرب إسرائيل على غزة من أن تتحول إلى صراع إقليمي أكثر حدة.
وقاد كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، والمبعوث الإيراني أبرام بالي المحادثات من الجانب الأمريكي، في حين مثَّل نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري الجمهورية الإسلامية، وفقاً للصحيفة البريطانية.
وقام ماكغورك بعدة رحلات إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفي يناير/كانون الثاني، أفاد موقع Axios الأمريكي بأنه كان من المقرر أن يزور ماكغورك قطر ومصر كجزءٍ من الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة رهائن بين حماس وإسرائيل.
المحادثات تقتصر على رفع العقوبات
وفي تعليق من إيران على المحادثات السرية، قال مصدر إيراني لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن تبادل الرسائل والمحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا يندرجان ضمن المحادثات الرامية لرفع العقوبات فحسب، نافياً أن تكون متعلقة بالهجمات في البحر الأحمر.
وتابعت الوكالة على لسان المصدر، أن "توظيف العمليات النفسية وقلب الحقائق لتضليل الرأي العام هو جزء من الاستراتيجية الأمريكية، لتعويض إخفاقاتها في الميدان الدبلوماسي".
هجمات الحوثي
وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني، في خطوة قالوا إنها جاءت تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضرباتٍ مباشرة على الحوثيين، لكنهما لم تتمكَّنا حتى الآن من ردع الجماعة المدعومة من طهران. وأعلنت الجماعة يوم الإثنين 11 مارس/آذار مسؤوليتها عن هجوم على سفينة تجارية ترفع العلم الليبيري.
وتتهم الولايات المتحدة إيران وحزب الله اللبناني بتسليح وتدريب الحوثيين وتقديم المعلومات الاستخبارية لهم، لكنّ المسؤولين الغربيين يقولون إن الحوثيين يعملون أيضاً بدرجة ما من الاستقلالية، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
والحوثيون مجرد فصيل واحد فيما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، والذي يضم أيضاً حزب الله اللبناني والجماعات المسلحة في العراق وسوريا. وأصبح التعامل مع عدد من النقاط الساخنة في المنطقة بمثابة لعبة مطاردة مرهقة بالنسبة لإدارة بايدن.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنَّ وكلاء إيران أكثر من 170 هجوماً على القوات الأمريكية، خاصةً في العراق وسوريا، وفقاً لمعهد دراسة الحرب في واشنطن.
استهداف قاعدة أمريكية
ومع ذلك، فإن الضربة الأكثر دموية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، فاجأت القوات الأمريكية في قاعدة غير معروفة في الأردن تدعم مهمة الولايات المتحدة في سوريا.
وردَّت إدارة بايدن على الهجوم على القاعدة في الأردن بعشرات الضربات ضد الأصول الإيرانية، بما في ذلك ضربة أسفرت عن مقتل قائد كبير للميليشيا المدعومة من إيران في بغداد بصاروخ هيلفاير، يسمى جينسو الطائر.
ومنذ ذلك الحين، توقفت الهجمات التي تشنها إيران ووكلاؤها على الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وقال روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا، لموقع ميدل إيست آي البريطاني، في وقت سابق، إن التباطؤ في الضربات لا يشير إلى تخلّي إيران عن هدفها الرئيسي المتمثل في طرد الولايات المتحدة من المنطقة، بل على العكس من ذلك.