أثار مقال لكاتبة إسرائيلية، غضب الموظفين المتطوعين في مجلة "غرنيكا" Guernica الأدبية الأمريكية، يروي ما وُصف بـ"تجربة شخصية عن التعايش والحرب في الشرق الأوسط"، مما دفع المجلة المعروفة بالقيام بحذفه، وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
صحيفة The New York Times الأمريكية، قالت إن "Guernica" مجلة أدبية إلكترونية صغيرة، لكنها تحظى بمكانة مرموقة في أوساط المهتمين، وأثار مقال لكاتبة إسرائيلية غضب الموظفين فيها.
جاء المقال الذي أثار الجدل تحت عنوان "على حدود عالم مكسور" From the Edges of a Broken World، وقد كتبته جوانا تشين، وهي مترجمة للشعر والنثر العبري والعربي، وتروي فيه ما وصفته بتجاربها في السعي من أجل رأب الخلافات مع الفلسطينيين، ثم تتحدث عن تعثُّر مساعيها الباحثة عن "أرضية مشتركة" بين الجانبين بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على غزة.
نشرت Guernica المقال على موقعها الإلكتروني في 4 مارس/آذار، لكنها ما لبثت أن حذفته بعد بضعة أيام من نشره، واستبدلت به ملاحظة منسوبة إلى "المشرف" (admin)، تنص على ما يلي: "تعرب Guernica عن أسفها لنشر هذا المقال، وقد تقرر العدول عن نشره"، وتعهدت المجلة بمزيد من التوضيح للأمر بعد ذلك.
مقال لكاتبة إسرائيلية يغضب الموظفين بالمجلة
منذ أن نُشر المقال، استقال ما لا يقل عن 10 أعضاء من فريق المتطوعين العامل بالمجلة، منهم مادوري ساستري، وهي كاتبة عملت ناشرة مشتركة من قبل لدى المجلة، وقد نشرت استقالتها المسبَّبة على وسائل التواصل الاجتماعي، واتهمت فيها المقال بأنه "يحاول التهوين من عنف الاستعمار، والإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون، وحثَّت على المقاطعة الثقافية للمؤسسات الإسرائيلية.
قالت كاتبة المقال في رسالة بالبريد الإلكتروني لصحيفة The New York Times، إن منتقديها قد أساءوا فهم "فحوى مقالي، فالمقال يدور حول التمسك بالتعاطف مع الآخرين حتى لو غابت الأخلاق الإنسانية من الأفق"، على حد قولها.
أما مايكل آرتشر، مؤسس مجلة Guernica، فقال إن المجلة ستنشر بياناً للتعقيب على الأمر خلال الأيام المقبلة، و"التمهل في صياغة هذا البيان مردُّه إدراكنا لخطورة المخاوف المثارة، وحرصنا على توخي المنحى السديد في التعاطي معها".
في غضون الأيام التي تلت نشر المقال على الإنترنت، أعلنت مجموعة من العاملين في Guernica استقالتهم على موقع إكس، ووصفوا ما جاء في المقال بأنه خيانة للمبادئ التحريرية للمجلة.
وكتبت إبريل تشو، التي استقالت من عملها في إدارة تحرير المجلة، أن المقال "يتغافل أو يأبى تعقُّب تمثلات السلطة -القوة الاستعمارية العنيفة والإمبريالية، في هذا السياق- التي جعلت التجريد المنهجي والتاريخي للفلسطينيين من إنسانيتهم واقعاً مفروغاً منه، وليس قضية" تستدعي التحقيق والمحاسبة.