فاز الرئيس جو بايدن بعدد كافٍ من أصوات المندوبين الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، ليضمن ترشيح الحزب الديمقراطي له، مع اقتراب مواجهة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما ستكون أول مواجهة للمرة الثانية على التوالي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ نحو 70 عاماً.
بايدن يضمن ترشيح الحزب الديمقراطي
كان بايدن بحاجة إلى أصوات 1968 مندوباً للفوز بالترشيح، وقالت شركة إديسون للأبحاث إنه تجاوز هذا الرقم مساء الثلاثاء، مع بدء ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية في جورجيا، قبل النتائج المتوقعة من مسيسيبي وولاية واشنطن وجزر ماريانا الشمالية والديمقراطيين الذين يعيشون في الخارج.
ومن المتوقع أن يفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري في وقت لاحق يوم الثلاثاء، كذلك، إذ تجري أربع ولايات انتخابات، بما فيها جورجيا التي يواجه فيها ترامب اتهامات جنائية بسبب مساعيه لإلغاء نتائج الولاية في اقتراع 2020.
والنتيجة محددة سلفاً بشكل أساسي، بعد أن أنهى آخر منافسي ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، حملتها الرئاسية بعد أداء ترامب المهيمن قبل أيام، عندما فاز في 14 من أصل 15 انتخاباً على مستوى الولاية.
بايدن يهاجم ترامب
في سياق موازٍ، فقد سبق أن اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن سلفه دونالد ترامب بتهديد الديمقراطية والخضوع لروسيا، كما سعى لتهدئة الغضب من دعمه للهجوم الإسرائيلي على غزة، وذلك في خطاب لحالة الاتحاد استعرض فيه مواقفه ضمن سعيه لإعادة انتخابه في وقت لاحق من العام الجاري.
وتحدث بايدن أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لمدة 68 دقيقة، في خطاب حظي بمتابعة كبيرة من أجل الاطلاع على أداء الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً ومقترحاته السياسية.
ووجه بايدن انتقاداً مباشراً لترامب، متهماً إياه بالتستر على حقيقة هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكابيتول والخضوع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرقلة مشروع قانون لتشديد القيود على الحدود الأمريكية مع المكسيك.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أكد بايدن أنه يعمل على التوصل لوقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، وحذر الأخيرة من استخدام المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة ورقة للمساومة. وركز في تصريحاته على ترامب، وإن لم يذكره بالاسم.
الديمقراطية مهددة في أمريكا!
استهل بايدن خطابه بالقول إن الديمقراطية مهددة في الداخل والخارج، وانتقد ترامب بسبب تعليقاته التي دعا فيها بوتين إلى غزو دول حلف شمال الأطلسي الأخرى إذا لم تنفق المزيد على الدفاع.
وقال بايدن: "الآن يقول سلفي، الرئيس الجمهوري السابق، لبوتين: افعل ما تريد.. أعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول". كما وجّه بايدن، الذي يضغط على الكونغرس لتوفير تمويل إضافي لأوكرانيا لحربها مع روسيا، رسالة لبوتين مفادها أن الولايات المتحدة "لن تتخلى" عن حليفتها.
ترامب يرد على بايدن
في حين رد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال) بانتقاد بايدن، وكتب "قال إنني انحنيت للزعيم الروسي. لقد أعطاهم كل شيء، بما في ذلك أوكرانيا".
وأعطى الخطاب فرصة لبايدن، الذي تراجعت معدلات شعبيته، للتحدث مباشرة إلى الملايين عبر شاشات التلفزيون عن رؤيته فيما يتعلق بتوليه الرئاسة لولاية أخرى مدتها أربع سنوات. وقارن بايدن بين مواقفه ومواقف ترامب بشأن الديمقراطية وحقوق الإجهاض والاقتصاد.
واتهم بايدن ترامب والجمهوريين بمحاولة إعادة كتابة التاريخ فيما يتعلق بأعمال الشغب في الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني من عام 2021 التي قام بها أنصار للرئيس السابق كانوا يسعون لإلغاء فوز بايدن بانتخابات عام 2020.
وقال بايدن: "سلفي وبعضكم هنا يسعون إلى دفن الحقيقة بشأن السادس من يناير/كانون الثاني. لن أفعل ذلك.. لا يمكنكم أن تحبوا وطنكم إلا عندما تفوزون".
ويواجه بايدن استياءً بين التقدميين في الحزب الديمقراطي بسبب دعمه لإسرائيل في حربها في غزة، ومع ذلك تم استقباله بالهتاف والتصفيق.
وتظهر استطلاعات الرأي تقارباً شديداً في السباق المرتقب بين بايدن وترامب (77 عاماً). وتجري الانتخابات في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وشدد بايدن على دعمه للحق في الإجهاض وتعهد بجعله قانوناً للبلاد إذا صوت الأمريكيون لصالح عدد كافٍ من المشرعين الديمقراطيين.
كما أكد مجدداً سعيه لجعل الأثرياء والشركات يدفعون المزيد من الضرائب، وكشف عن مقترحات تشمل زيادة الحد الأدنى للضرائب على الشركات والأمريكيين الذين تزيد ثرواتهم عن 100 مليون دولار.
احتواء الغضب بسبب سياساته تجاه حرب غزة
سعى بايدن إلى تهدئة الغضب الذي يشعر به كثيرون في حزبه من دعمه للهجوم الإسرائيلي على غزة. وأعلن أن الجيش الأمريكي سيشيد ميناء مؤقتاً على ساحل القطاع على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.
وقال بايدن: "للقيادة الإسرائيلية أقول: المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون أمراً ثانوياً أو ورقة مساومة.. حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون أولوية".
واختتم بايدن خطابه بالإشارة إلى عمره، قائلاً: "سواء كنت صغيراً أو كبيراً، كنت أعرف دائماً ما الذي سيدوم". وسلط الضوء على أن عمر ترامب قريب من عمره، قائلاً: "الآن يرى آخرون في نفس عمري الأمور بشكل مختلف"، في إشارة إلى الاختلاف في وجهات النظر بينهما.