كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الإثنين 11 مارس/آذار 2024، أن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، يعتزم إجراء زيارة استفزازية لمقر الشرطة الإسرائيلية قرب حائط البراق في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، في خطوة استفزازية تأتي وسط تحذيرات من تصعيدات في القدس بالتزامن مع شهر رمضان.
وأضافت الصحيفة، حسب ما نقلته عنها وسائل إعلام محلية، أن شرطة الاحتلال تستعد "للزيارة المرتقبة لوزير الأمن القومي، بن غفير، وسط مخاوف لدى المسؤولين في الشرطة من أن "يحاول بن غفير دفع القوات لزيادة حدة العنف في تعاملها مع الفلسطينيين أو اقتحام ساحات المسجد الأقصى".
بن غفير يريد إشعال الأوضاع في القدس
ولفتت الصحيفة إلى أنه في إطار الاستعدادات الميدانية، تتمركز قوات كبيرة تابعة لشرطة الاحتلال، تشمل قوات خاصة وقوات "يمام"، عند باب المغاربة، بحيث يتم دفعها إلى باحات المسجد الأقصى أو إلى أنحاء البلدة القديمة في حال وجود أوامر بهذا الشأن.
وقال مسؤول في شرطة الاحتلال للصحيفة إنه "ليس لبن غفير أي تأثير على قرار اقتحام الأقصى، ولن يتدخل في أي قرار عملياتي"، وتابع: "ليس لدينا هدف لإشعال الأوضاع، بل على العكس".
وأكد المسؤول أن "قائد المنطقة وحده هو الذي سيقرر (بشأن الاقتحامات المحتملة) حسب تقييم الوضع (الأمني)". وأضاف: "لن نقتحم (باحات الأقصى) عل كل تلويح بالعلم الفلسطيني أو على رفع صورة للسنوار. الهدف هو السماح بحرية العبادة. هناك مئات الآلاف الذين يريدون الذهاب إلى المسجد الأقصى، وهذا أمر مشروع".
قرار إسرائيلي بشأن الأقصى
وفي وقت سابق أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان، وحظر زيارات اليهود والسائحين لمجمع المسجد الأقصى في القدس حتى نهاية شهر رمضان، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما أثار غضب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وجاء القرار بعد تصعيد إسرائيلي خلال الأيام الماضية، شهد سلسلة اقتحامات للمسجد الأقصى واعتداءات على المصلين والمعتكفين، فضلاً عن اعتقال عشرات الفلسطينيين وإبعادهم عن دخول المسجد، وسط استفزازات من قبل المستوطنين الذين يريدون ذبح القرابين في باحة الأقصى.
فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فرض قيود خانقة على دخول الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية إلى مدينة القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة خلال شهر رمضان.
جاء ذلك في بيان لمنسق عمليات حكومة الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، نشره على حسابه الرسمي بمنصة "إكس". وقال عليان: "في أيام الجمعة طيلة شهر رمضان، سيسمح بدخول المصلين من مناطق يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) إلى القدس شريطة حيازة تصريح (أمني) ممغنط ساري المفعول، ووفقاً لتقييم الأوضاع الأمنية".
وتشهد مدينة القدس توتراً منذ بداية الأسبوع الماضي، في أعقاب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى ليلاً، والاعتداء على المصلين داخله بالضرب وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ومنعهم من الاعتكاف فيه.
وأدت الاقتحامات المتكررة للأقصى إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية في إسرائيل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.