ضجت منصات التواصل الاجتماعي يوم الإثنين 11 مارس/آذار 2024 بتفاصيل خبر تتعلق بحرق السفارة المصرية في العاصمة السودانية الخرطوم، على يد قوات الدعم التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني، منذ أبريل/نيسان 2023، خلفت وراءها آلاف القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المهجّرين والمشردين الذين اضطروا لترك منازلهم هرباً من الحرب، ونزحوا إلى مصر وتشاد ودول أخرى.
حقيقة حرق السفارة المصرية في العاصمة السودانية الخرطوم
نشطاء كثر، مصريون وسودانيون، قاموا بنشر صور، وقالوا إنها لمقر السفارة المصرية في السودان، وقد بدا عليها آثار حرق وتدمير بالفعل، حتى إن بعض النشطاء علق على "إكس" بقوله: "إحراق السفارة المصرية في الخرطوم.. تصرف همجي نتيجة لحقد ميليشيات جاهلية على مصر، تطاول بعض الصعاليك على مصر هو نتاج لأمراض نفسية دفينة بسبب شعورهم بالدونية".
نشر خبر حرق السفارة المصرية في السودان جاء بعد يوم واحد من تقديم المحامي المصري طارق العوضي، بلاغاً للنائب العام، ضد أصحاب بعض الحسابات الشخصية المعروفة والمجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لهجومهم وتنمرهم على الأجانب المقيمين بمصر، بحسب وسائل إعلام مصرية، السبت 9 مارس/آذار 2024.
وفي بلاغه الذي نشره على حسابه بمنصة إكس، قال العوضي: "تابعنا بقلق شديد على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر العديد من الحسابات منها الموثقة ومنها المجهولة وهي لجان إلكترونية، وجود حملات ممنهجة وقد تكون ممولة، متخصصة في الهجوم على الأشقاء العرب، خاصةً السودانيين والسوريين المقيمين في مصر".
وفي ظل انتشار واسع لتفاصيل حرق مقر السفارة المصرية في الخرطوم، خرجت السلطات المصرية من خلال وزارة الخارجية المصرية للحديث عن الأمر، وقد أكدت بالفعل حدوث حرق المقر لكن في وقت سابق، وليس الآن، وأن الحادث يعود لشهور مضت.
نفي مصري
من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، مدير إدارة الدبلوماسية العامة السفير أحمد أبو زيد، اليوم الإثنين، تعرض السفارة المصرية لدى الخرطوم لإتلاف خلال الأيام الأخيرة، بحسب ما نقله عبر حسابه على منصة "إكس".
وكتب السفير أحمد أبو زيد عبر حسابه: "من المؤسف تداول بعض وسائل الإعلام لصور قديمة لإتلافات تعرضت لها سفارة مصر في الخرطوم إبان المواجهات المسلحة المستعرة فى العاصمة السودانية.. الحدث يعود لشهور مضت، وأوفدت مصر آنذاك، بالتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين، لجنة لجرد الإتلافات بالمقر غير المأهول والخالي من أي مستندات هامة".
أما بخصوص بلاغ طارق العوضي، فقد قال فيه: "مارست تلك الحسابات جرائم استخدام وسائل التواصل وبث خطاب الكراهية والعنصرية والتنمر، وقد انساق وراء تلك الحسابات بعض الشباب الذين يجهلون الدور التاريخي لمصر وقيمتها وسط أمتها العربية".
وتابع المحامي المصري: "إن الأمر تمادى بعد غياب الرقابة والمحاسبة، وأصبحت تلك الحسابات تشكل خطراً على الأمن القومي المصري، وتنذر بعواقب وخيمة قد تصل إلى حد ارتكاب جرائم ضدهم، وهو ما يستلزم تدخل الأجهزة الأمنية على وجه السرعة".
كما أشار مقدم البلاغ إلى أن هذا الأمر استوجب "علينا أداءً لدورنا في حماية المجتمع، التقدم ببلاغ إلى المستشار النائب العام بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه ما تضمنه البلاغ وما احتواه من جرائم عديدة، وقد تم قيد البلاغ برقم 711895 عرائض المكتب فحص المكتب الفني".
المحامي المصري نشر أيضاً على حسابه بمنصة إكس، تصريحات سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيهاأن مصر تعتبر اللاجئين الموجودين على أراضيها ضيوفاً أياً كان عددهم.
جدير بالذكر أنه تم احتجاز جنود مصريين على يد قوات الدعم السريع في بداية الحرب الدائرة في السودان، وتم نشر فيديو لجنود مصريين بقاعدة مروي شمال السودان وهم تحت أيدي قوات الدعم السريع في السودان، وهي اللقطات التي أثارت غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
وظهر في الفيديو عدد من الجنود المصريين وهم جالسون على الأرض وقد أحاط بهم عناصر من قوات الدعم السريع. كما أظهر قيام ضابط مصري بالتعريف عن نفسه وأنه المسؤول عن الجنود المصريين الموجودين في القاعدة.
ومع استمرار الحرب في السودان دعت مصر، في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، مواطنيها إلى "سرعة مغادرة" السودان، و"عدم السفر إليه" في المرحلة الحالية "تحت أي ظرف". جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المصرية، أعلنت خلاله "إجلاء عدد من الطلاب المصريين العالقين في مدينة ود مدني، بولاية الجزيرة السودانية".
وأهابت الوزارة بـ"جميع المواطنين الموجودين في السودان بكافة الولايات، وضمن ذلك تلك التي لم تطلها الاشتباكات المسلحة، بسرعة مغادرة السودان". ودعت أيضاً إلى "عدم سفر أي من المواطنين المصريين إلى السودان في المرحلة الحالية تحت أي ظرف؛ حفاظاً على سلامتهم"، وفق ما نشرته الأناضول.
واتسعت رقعة الصراع في السودان مع إعلان قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرتها على مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، بعد معارك مع الجيش استمرت نحو 4 أيام.
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن الجيش انسحاب قواته من المدينة، ما دفع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى التوعد بـ"محاسبة كل متخاذل".
جدير بالذكر أنه منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حرباً خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.