نقلت شبكة CNN الإخبارية، السبت 9 مارس/آذار 2024، عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية، أن الولايات المتحدة كثفت استعداداتها لضربة نووية روسية محتملة على أوكرانيا آواخر عام 2022.
الشبكة أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت قلقة، تحديداً من استخدام روسيا للأسلحة التكتيكية أو أسلحة نووية في ساحة المعركة.
ووفقاً للشبكة، فإن تفاصيل حصرية حول التخطيط الشامل لهجوم نووي أجراه مسؤولون كبار في إدارة بايدن سيُكشف في كتاب جديد بعنوان "The Return of Great Powers" من المقرر نشره في 12 مارس/آذار الجاري.
إلى ذلك، قال مسؤول بارز في الإدارة لمؤلف الكتاب، الصحفي جيم سكيوتو: "هذا ما جاءت به الحرب إلينا، ولذلك تصورنا أنه من حقنا الاستعداد بدقة وبذل كل ما هو ممكن لتجنب حدوث هجوم من هذا القبيل".
وذكرت الشبكة أن ما دفع إدارة بايدن إلى التوصل إلى هذا التقييم الصادم لم يكن مؤشراً واحداً، بل مجموعة من التطورات والتحليلات، ومعلومات استخباراتية جديدة شديدة الحساسية حصلت عليها الاستخبارات الغربية.
في السياق، قال مسؤول كبير آخر في الإدارة لشبكة سي إن إن: "لم يعتمد على تفاصيل افتراضية فحسب، بل كان مبنياً أيضاً على بعض المعلومات التي حصلنا عليها".
وأضاف المسؤول الكبير في الإدارة: "كان علينا أن نخطط بحيث نكون في أفضل وضع ممكن في حال وقوع هذا الحدث، الذي لم يعد من الممكن تصوره".
وخلال هذه الفترة من أواخر الصيف إلى خريف 2022، عقد مجلس الأمن القومي الأمريكي سلسلة من الاجتماعات لوضع خطة طوارئ "في حالة وجود مؤشر جلي على أن الروس يهمّون بفعل شيء ما، أو الهجوم بسلاح نووي، أو إن فعلوا ذلك، كيف سنردّ، وكيف سنحاول استباقه، أو ردعه؟"، وفقاً لمسؤول الإدارة الأول.
الروس محاصَرون
في أواخر صيف عام 2022، تعرضت القوات الروسية في أوكرانيا لخسائر فادحة، مع تقدم القوات الأوكرانية نحو مدينة خيرسون، التي تحتلها روسيا. وكانت المدينة، التي تعتبر أكبر جائزة لروسيا منذ الغزو، معرضة لخطر الضياع أمام الهجوم الأوكراني المضاد.
أثار احتمال تطويق وحدات روسية بأكملها مخاوف داخل الإدارة، حيث اعتبر مسؤولوها أن هذه الخسارة الكارثية بمثابة "حافز محتمل" لاستخدام الأسلحة النووية، ووفقاً للشبكة الأمريكية.
وقدرت أن روسيا يمكن أن تفكر في توجيه ضربة نووية تكتيكية لردع المزيد من الخسائر في أوكرانيا والهجمات المحتملة على الأراضي الروسية.
اتهام كاذب
وفي أواخر عام 2022، قالت الشبكة إن روسيا نشرت معلومات كاذبة حول قنبلة قذرة تستعد أوكرانيا لاستخدامها، وظن المسؤولون الأمريكيون أن هذا الادعاء ربما يُستخدم ذريعة لهجوم نووي روسي.
ورغم التحذيرات الروسية لعدد من الدول، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا، من الاستفزازات الأوكرانية المزعومة، وصفت الولايات المتحدة والمسؤولون الغربيون هذه الادعاءات بأنها لا أساس لها من الصحة.
واعترضت وكالات الاستخبارات الغربية اتصالات بين مسؤولين روس كانوا يناقشون توجيه ضربة نووية محتملة، ما أثار مخاوف من تنفيذ هذه الضربة.
هل كانت الولايات المتحدة تعلم؟
لم تكتشف الولايات المتحدة أي معلومات استخباراتية تشير إلى أن روسيا تستعد لتعبئة قوتها النووية لشن هجوم. وقال مسؤول بارز في الإدارة: "لو كانت نيتهم نشر سلاح نووي تكتيكي، خاصة سلاح منخفض القوة، واستخدام سلاح واحد فقط أو عدد قليل من الأسلحة، لم نكن متأكدين تماماً أننا كنا لنتمكن من اكتشافها". والأسلحة النووية التكتيكية تكون أصغر حجماً، ويمكن إطلاقها من منظومات تقليدية منتشرة بالفعل في أوكرانيا.
وانخرط المسؤولون الأمريكيون في اتصالات عاجلة، حيث نقل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، المخاوف الأمريكية مباشرة إلى نظرائهم الروس. وعملت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع حلفائها أيضاً لوضع خطط طوارئ ونقل التحذيرات إلى روسيا من عواقب أي ضربة نووية.
الهند والصين
يأتي ذلك فيما طلبت الولايات المتحدة المساعدة من الدول غير الحليفة، وخاصة الصين والهند، لردع روسيا عن شن هجوم نووي محتمل.
إذ قال المسؤولون الأمريكيون إن الاتصالات والتصريحات العامة من الزعيم الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ساعدت في تجنب الأزمة.
وفي حين تضاءل التهديد المباشر مع وصول الحرب في شرق أوكرانيا إلى طريق مسدود نسبياً، فالولايات المتحدة وحلفائها لا يزالون في حالة انتباه ويعملون على تحسين خططهم في حالة عودة تهديدات مشابهة في المستقبل، وفقاً لمسؤول بارز في الإدارة الأمريكية.