انتقد خبراء قانونيون، الجمعة 8 مارس/آذار 2024، خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن ميناء غزة، مؤكدين أنها دون مستوى التوقعات، وتظهر "النفاق الأمريكي" والفشل في التصدي لإسرائيل، بينما تواصل واشنطن إمدادها بالاسلحة والأموال التي تشن بها الحرب على القطاع، بحسب موقع "Middle East Eye" البريطاني.
ووجّه الخبراء انتقادات لخطة بايدن بشأن ميناء غزة، مؤكدين أنها تظهر الضعف الأمريكي أمام إسرائيل، في إرغامها على إيصال المساعدات براً إلى السكان.
قبل ساعات من خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس جو بايدن، ظهرت أنباء عن اعتزام واشنطن إنشاء ميناء بحري "مؤقت" على ساحل غزة لتسهيل دخول المساعدات، وكان هذا المقترح موضوع نقاش بين العديد من الدول، تشمل الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والسعودية.
انتقادات لخطة بايدن بشأن ميناء غزة: ضعف أمريكي
قال كينيث روث، خبير حقوق الإنسان في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، لموقع Middle East Eye، إن "خطة بايدن لتوصيل المساعدات عن طريق البحر ليست كافية على الإطلاق".
وأضاف أنها "تطرح سؤالاً حول من سيوزع الطعام، لأن معظم الناس في غزة لا يعيشون على الشاطئ، وبايدن عاون إسرائيل في تدمير الأونروا، وسيلة توزيع المساعدات الأكثر فاعلية".
في خطابه أمام الكونغرس قال بايدن إن الخطة لن تتضمن نشر قوات أمريكية على الأرض، وقالت واشنطن إنها ستعمل مع الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية التي "تفهم التوزيع والمساعدات داخل غزة".
قال روث: "بايدن لا يزال عازفاً عن حل مشكلة عرقلة إسرائيل لتوصيل المساعدات، خاصةً إلى منطقة شمال غزة، التي يكون نقص الغذاء بها حاداً جداً".
وأضاف: "بايدن لديه الأدوات اللازمة للضغط على إسرائيل لوقف جريمة تجويع المدنيين التي ترتكبها بحق الفلسطينيين- يمكنه إيقاف أو تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية الضخمة ومبيعات الأسلحة لإسرائيل- لكنه يرفض حتى الآن استخدام هذه الورقة الواضحة".
كما أكد هذه الانتقادات نمر سلطاني، خبير القانون في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، وكريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني.
وقال سلطاني لموقع Middle East Eye: "سبب المجاعة في غزة هو الإبادة الجماعية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة. لا يمكن للولايات المتحدة أن تعفي نفسها من مسؤولية الإبادة الجماعية بإرسال المساعدات الإنسانية والاستمرار في إرسال القنابل لقتل الفلسطينيين".
وقال كريس دويل إن الميناء العائم المقترح وعمليات الإنزال الجوي علامة على "ضعف الولايات المتحدة المتعاظم".
وقال: "الولايات المتحدة عاجزة عن الضغط على إسرائيل لتسهيل وصول المساعدات براً. بوسع بايدن إيقاف جميع المساعدات المالية والعسكرية لإسرائيل، ولو كانت هذه دولة أخرى، وليست إسرائيل، لكانت الولايات المتحدة تصرفت بشكل مختلف".
دول عربية لها دور في مخطط الميناء
كما أن للسعودية والإمارات دوراً رئيسياً في مخطط الميناء العائم، وكذلك في الخطط الأخرى لمستقبل غزة التي تُناقش على مستوى رسمي.
وقال إيهود يعاري، محلل إسرائيلي مطلع على المناقشات: "الإمارات تضغط لتوزيع المساعدات عن طريق البحر، إذ يبدو أن السعوديين والإماراتيين، رغم خلافاتهم، يرغبون في وجود ميناء في غزة بعد الحرب، لمنحهم إمكانية الوصول إلى البحر المتوسط".
كما أضاف أن هذا الميناء سيكون جزءاً من الممر الاقتصادي المقترح بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، الذي هو عبارة عن خطة نقل ودمج اقتصادي تضم السعودية والاتحاد الأوروبي والهند والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل.