كشف موقع Middle East Eye أنَّ الخدمة الدينية التي تستخدمها الجامعات البريطانية لتقديم الدعم الرعوي للطلاب اليهود تطلب من الأحبار اليهود في الجامعات البريطانية، أن يكونوا مناصرين نشطين لإسرائيل، وفق ما جاء في تقرير للموقع البريطاني نُشر الخميس 7 مارس/آذار 2024.
الخدمة الكهنوتية اليهودية الجامعية هي مؤسسة خيرية مُسجَّلة تعمل في عشرات الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وهي توفر أحباراً وأزواجاً من الأحبار، وتقول إنهم "موجودون لدعم الطلاب اليهود من جميع الخلفيات والانتماءات".
حسب الموقع البريطاني فإن هذه المؤسسة تقدم حالياً المشورة للحكومة البريطانية بشأن المبادئ التوجيهية الجديدة التي وعدت الحكومة بتنفيذها لمعالجة معاداة السامية في التعليم العالي.
الأحبار اليهود في الجامعات البريطانية
في التوصيف الوظيفي على موقع المؤسسة الإلكتروني للمناصب الدينية الشاغرة في برايتون وبريستول وغلاسكو، تشترط الخدمة على من يشغل الوظيفة أن يكون "مدافعاً نشطاً عن إسرائيل" من بين المتطلبات الأساسية للمرشحين.
لكن يبدو أنَّ المؤسسة أزالت صفحة "فرص العمل" من موقعها الإلكتروني بعدما تواصل موقع Middle East Eye معها للاستفسار. ولم تستجِب للطلبات المتكررة للتعليق حول سبب مطالبتها للأحبار بأن يكونوا مناصرين لإسرائيل.
إلى جانب توفير الرعاية الرعوية للطلاب اليهود، تقول الخدمة الكهنوتية اليهودية الجامعية إنَّ أعضاءها سيتحدثون إلى مسؤولي الجامعة، ويعملون بشكل وثيق مع رجال الدين من الديانات الأخرى، ويشاركون في الأنشطة المشتركة بين الأديان في الجامعات في مناطقهم.
كما تقول الخدمة: "ستكونون مصدر قوة ودعم لجميع الطلاب اليهود وستكونون بمثابة ممثلين للجامعات في منطقتكم"، حسبما جاء في صفحة الإنترنت للترويج للوظائف الشاغرة في مجال الخدمة الرعوية.
انقسام الطلاب اليهود بشأن فلسطين
لكن نيف جوردون، أستاذ قانون حقوق الإنسان في جامعة كوين ماري بلندن ونائب رئيس الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، تساءل كيف يمكن التوقع من رجل دين الدفاع عن إسرائيل وفي الوقت نفسه تقديم الدعم الرعوي لجميع الطلاب اليهود في الجامعات.
كما قال جوردون، وهو إسرائيلي: "في إعلانات الوظائف هذه، هناك خلط بين كونك يهودياً ومدافعاً عن إسرائيل، وهو ما لا يعكس بأي حال من الأحوال موقف العديد من اليهود في المملكة المتحدة".
فيما أوضح جوردون أنه التقى مؤخراً في جامعة أخرى بمجموعة طلابية يهودية داعمة لحقوق الفلسطينيين، الذين قالوا إنهم لا يشعرون أنَّ مجتمع الطلاب اليهود يأخذ آراءهم بعين الاعتبار.
أضاف أستاذ القانون: "إذا تصور حَبر أنَّ دوره الدفاع عن إسرائيل، فلن يفقد القدرة على تمثيل العديد من الطلاب والموظفين اليهود عبر الجامعات في المملكة المتحدة فحسب، بل سيدافع أيضاً عن موقف يقوض بعض قيمهم الأساسية".
التحقيق في الخدمة الكهنوتية اليهودية
صار دور الخدمة الكهنوتية اليهودية الجامعية موضع تدقيق؛ بعدما تبين أنَّ أحد أحبارها، زكريا دويتش، الذي يعمل في جامعة ليدز وعدد من الجامعات الأخرى، حصل على إجازة العام الماضي للعمل جندي احتياطي في جيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب عملية طوفان الأقصى وشن الحرب على غزة.
فقد أرسل دويتش، وهو مواطن إسرائيلي، سلسلة مقاطع فيديو للطلاب عبر مجموعة دينية على الواتساب، دافع فيها عن قراره بالعودة إلى إسرائيل للانضمام إلى الجيش. وهو ما دفع بعض الطلاب إلى الاحتجاج والمطالبة باستقالته. وتصاعدت هذه الاحتجاجات الشهر الماضي، بعدما تبين أنَّ دويتش عاد إلى جامعة ليدز.
في أواخر الشهر الماضي، دعت أكثر من 12 منظمة مؤيدة لفلسطين في شمال إنجلترا جامعة ليدز إلى "تعليق" عمل دويتش على الفور في الخدمة الدينية بالجامعة وقطع العلاقات مع الخدمة الكهنوتية اليهودية الجامعي.
بينما كتبت المنظمات في رسالة مفتوحة: "إنَّ ربط أعمال التضامن الفلسطيني والمخاوف المشروعة بشأن دويتش بالحوادث المعادية للسامية مع عدم الإشارة في الوقت نفسه إلى سلوكه الأخير هو خداع وتضليل متعمد".
في الأسبوع الماضي، استقالت فرحات يعقوب، وهي مرشدة دين مسلمة في الجامعة، من منصبها، مرجعةً الأمر للمناخ السائد في الحرم الجامعي منذ بداية الحرب في غزة.
في بيان مقدم للجمعية الإسلامية بجامعة ليدز، قالت فرحات: "أشهد أنَّ العدالة الاجتماعية جزء لا يتجزأ من واجب الرعاية على الجميع، وتبني الأفعال والأقوال الصحيحة، والنضال من أجل القضايا الصحيحة – مهما كان الأمر".
كما قال أستاذ قانون حقوق الإنسان الإسرائيلي نيف جوردون لموقع Middle East Eye: "بدلاً من محاربة معاداة السامية، تُستثمَر معظم الموارد والطاقة في إسكات النشاط المؤيد للفلسطينيين وخنق الانتقادات الموجهة لإسرائيل".
بالإضافة إلى جامعة ليدز، يعمل دويتش أيضاً رجل دين في جامعات يورك، وهال، وهيدرسفيلد، وبرادفورد، وشيفيلد، وليدز بيكيت.