دعت وزيرة الخارجية والعلاقات الدولية في جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، الثلاثاء 6 مارس/آذار 2024، الدول إلى استخدام القوة العسكرية من أجل كسر الحصار على غزة، و الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات إلى القطاع، وذلك خلال استضافتها نظيرها الدنماركي، في العاصمة الجنوب أفريقية، بريتوريا.
في تصريح لها خلال لقائها مع الوزير الدنماركي، والذي تم تخصيصه لمناقشة العلاقات بين البلدين وكذا الحرب على غزة، قالت ناليدي باندور: "يجب أن تتلقى تلك القوات المسلحة القوية في العالم تعليمات من رؤسائها أو رؤساء وزرائها بأنها ستذهب إلى حدود رفح، وسيرافق جنودها كل تلك الشاحنات إلى غزة والضفة الغربية".
جنود لكسر الحصار على غزة
وأضافت: "بما أن هؤلاء أصدقاء مقربون جداً لإسرائيل، بالتأكيد سيسمح لهم بالمرور الآمن، لا أستطيع أن أتخيل أنهم يتعرضون لإطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية".
وموجهة حديثها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، قالت باندور: "إذا أرسلوا جنوداً إلى غزة لحراسة قوافل المساعدات، فستكون هذه بادرة سلام إنسانية من شأنها إنقاذ الأرواح".
وحذرت من أنه إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، فستحدث "مأساة لا تصدق" في غزة.
من جانبه، أكد الوزير الدنماركي دعم بلاده لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشدد راسموسن، على ضرورة السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول غزة دون عوائق.
وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي أمرت محكمة العدل الدولية – أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة – تل أبيب باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
كما أمرت المحكمة – مقرها في مدينة لاهاي بهولندا – إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر من صدور القرار الأولي في القضية بشأن بمدى تطبيقها التدابير المؤقتة.
وتعتبر الأوامر الصادرة عن المحكمة التي تبت في النزاعات بين الدول ملزمة قانوناً، لكنها لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها.
خطر المجاعة
في 16 فبراير/شباط الحالي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه بين الأول من يناير كانون الثاني و12 فبراير/شباط، رفضت السلطات الإسرائيلية وصول 51% من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.
وحسب الأمم المتحدة، تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".