ركض أكثر من 3000 شخص، وسار بعضهم، في سباق لمسافة 5 آلاف كيلومتر أُقيم في مدينة نيويورك، لجمع الأموال لمساعدة الأطفال والأسر الفلسطينية اللاجئة في قطاع غزة، ويقام سباق "Gaza 5k" الذي تنظمه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بالولايات المتحدة الأمريكية، في مدن مختلفة كل عام، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وفي العام الماضي، أقيم السباق في واشنطن العاصمة وسان ماتيو بولاية كاليفورنيا. وقد أقيم هذا العام في بروسبكت بارك في بروكلين، تحت شعار "التحرك من أجل الصحة العقلية"، حيث شارك آلاف الأشخاص رغم المطر والطين.
تظاهرة رياضية في نيويورك لدعم غزة
ووفقاً للأونروا، فقد جمعوا ما يقرب من مليونيْ دولار، ونشروا على إنستغرام أنَّ أكثر من 3000 شخص شاركوا في هذا الحدث.
وشغّل منسق موسيقي الأغاني الفلسطينية عبر مكبر الصوت، بينما تجمع آخرون وهم يرتدون ألوان العلم الفلسطيني لدعم العائلات والأصدقاء من فلسطين. فيما ارتدى الناس قمصان السباق وركضوا يجرون عربات أطفالهم أو يحملونهم.
وكان عضو مجلس نيويورك، زهران ممداني، حاضراً وهو يرتدي قميصاً وردياً كُتِبت عليه كلمة "فلسطين" باللغة العربية. وشارك ممداني في السباق بدعم من أعضاء منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين، وبتأييد والديه.
وقال ممداني لموقع Middle East Eye: "إنَّ الحاجة الملحة لدعم أعمال الأونروا الإغاثية لم تكن أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة أنَّ الولايات المتحدة توقفت عن تمويل الأونروا".
وأضاف أنَّ هذا القرار "غير عادل" ويجب التراجع عنه.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول، انضم ممداني إلى الناشطة سينثيا نيكسون وآخرين للمشاركة في إضراب عن الطعام لمدة 5 أيام في واشنطن العاصمة خارج البيت الأبيض للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وقد مرت الآن 3 أشهر ولم يُفرَض حتى الآن وقف لإطلاق النار في غزة.
فيما قال ممداني: "أقف هنا مع عدد لا يحصى من الأشخاص الذين يطلبون من حكومتنا القيام بدورها. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لوقف هذه الإبادة الجماعية".
وفي يناير/كانون الثاني، أوقفت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، دعمها المالي للأونروا.
وقد قوبل هذا القرار بانتقادات من السلطات الفلسطينية. وجاء تعليق الأموال في أعقاب مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأنَّ 12 من موظفي الأونروا البالغ عددهم 30 ألفاً شاركوا في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها لم تقدم أدلة تدعم هذه المزاعم.
ورغم ذلك، أعلنت الأونروا أنها أنهت تعاقدها مع العديد من الموظفين وبدأت التحقيق.
والأونروا هي ثاني أكبر جهة توظيف في غزة، إذ يعمل فيها 30 ألف موظف، 13 ألفاً منهم في قطاع غزة.
وفي الجيب المحاصر، تدير المنظمة 183 مدرسة و22 منشأة صحية و7 مراكز نسائية، من بين العديد من المرافق الأخرى.
ويلتحق بمدارس الأونروا في غزة 286 ألفاً و645 طالباً، وتتلقى منشآتها الطبية متوسط 3.4 مليون زيارة سنوياً، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
وشاركت في السباق أيضاً أسماء سليمان وهي ترتدي العلم الفلسطيني ملفوفاً حول ظهرها.
وقالت ضاحكة: "أنا لا أركض وأكره أي شكل من أشكال التمارين الرياضية، لكنني هنا اليوم لأنني أشعر أنَّ هذا أقل ما يمكنني فعله". وتابعت: "ما الجديد الذي يمكنني قوله ولم يُقَل من قبل؟ على الولايات المتحدة أن توقف تمويل إسرائيل. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار. فلسطين بحاجة إلى أن تكون حرة".