قال أسامة حمدان، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الثلاثاء 5 مارس/آذار 2024، إن تبادل الرهائن والسجناء لا يمكن أن يحدث إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار، معتبراً أن واشنطن لا تمارس الضغط على إسرائيل بشكل جدي..
في مؤتمر صحفي في بيروت، قال حمدان، موجهاً حديثه للرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية، إن وقف تزويد إسرائيل بالسلاح أهم من إرسال المساعدات إلى غزة.
وأضاف أن "أمريكا لا تمارس الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة".
شرط "حماس" الأساسي من أجل الهدنة
بخصوص مفاوضات الهدنة في القاهرة، صرح حمدان، قائلاً: "لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحاً بلا أفق، مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا".
وأضاف "تعاطينا بروح إيجابية ومرونة عالية مع مقترحات الأشقاء في مصر وقطر".
وشدد على أن "إسرائيل تماطل كعادتها، ونجدد التأكيد على أن ما فشلت في تحقيقه بالقتال لن تحققه بالمفاوضات".
بخصوص شروط حماس لوقف إطلاق النار، فقد شدد على أنها "تتمثل في انسحاب إسرائيل بشكل كامل من غزة، وعودة النازحين وتقديم المساعدات الكافية وإطلاق عملية الإعمار".
في الجهة المقابلة، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين هو في أيدي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الآن.
وأضاف في حديثه للصحفيين، أن وقف إطلاق النار ضروري لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة.
قطر: متفقون على ضرورة وقف إطلاق النار
في السياق ذاته، أكدت قطر، الثلاثاء، اتفاقها مع واشنطن على ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، وذلك في كلمة للشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري أمام الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي السادس بالعاصمة واشنطن، حسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وقال وزير خارجية قطر: "في الآونة الأخيرة، في غزة، عملنا بلا كلل مع أصدقائنا في الولايات المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين لوضع حد للحرب".
كما أضاف: "متفقان على ضرورة وقف هذه الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الحيوية، ونأمل في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يضع حدا لإراقة الدماء بشكل نهائي".
ثم أعرب عن ثقته في أن "إطلاق الحوار الاستراتيجي السادس سيسفر عن نتائج إيجابية ملموسة للبلدين الصديقين".
وضع إنساني مزرٍ
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الرضع في قطاع غزة الواقع تحت الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "يموتون ببطء أمام أنظار العالم"، وذلك في بيان عبر حسابها على منصة "إكس"، الثلاثاء، أوضحت فيه أن قرابة 17 ألف طفل أصبحوا أيتاماً في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشارت إلى أن واحداً من كل 6 أطفال تحت سن الثانية في شمالي غزة، يعانون من سوء التغذية الحاد، وقالت: "الرضع يموتون ببطء أمام أنظار العالم".
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أعلن في 3 مارس/آذار الحالي أن 15 طفلاً توفوا جراء سوء التغذية والجفاف في مدينة غزة وشمالي قطاع غزة، التي تمنع القوات الإسرائيلية وصول المساعدات الإنسانية إليها.
وسبق أن سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/تشرين الثاني، وحتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".