أعلن وزير الخارجية السوداني، علي الصادق علي، الأربعاء 5 مارس/آذار 2024، أن السلطات السودانية التي يقودها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وافقت على مفاوضات غير مباشرة مع قوات الدعم السريع "بوساطة ليبيا وتركيا".
حيث قال وزير الخارجية السوداني، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا: "ما زلنا متمسكين بضرورة إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، ولكننا في الوقت نفسه نؤكد أن أي حل يجب أن يرتكز على (منصة جدة) وسننفذه، ومن ثم يمكننا المُضي قُدماً".
وتابع الصادق: "ونحن انطلاقاً من قناعتنا لضرورة إجراء المفاوضات، التي وافقنا عليها على الفور عبر المبادرة الليبية، فمن المتوقع إجراء مفاوضات غير مباشرة من خلال وساطة ليبيا وتركيا".
فيما أشار وزير الخارجية السوداني إلى أن "الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار 2023، من خلال (منصة جدة)، يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، وإخلاء العاصمة الخرطوم من كافة العناصر المسلحة، غير أن قوات الدعم السريع لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق".
يأتي ذلك بعد أن شهدت العاصمة الليبية طرابلس، الأسبوع الماضي، زيارة كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بدعوة من حكومة الوحدة الليبية لبحث إمكانية التوصل لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من 10 أشهر.
حيث أعلنت حكومة الوحدة الليبية أنها طرحت على الطرفين مبادرة للحل بعد مناقشات مع طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مؤكدة أنها "لاقت ترحيباً" من طرفي الصراع هناك.
إلى ذلك، بحث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحد، مع وفد من الاتحاد الأفريقي، التطورات السياسية بالسودان. وجاء ذلك خلال لقاء بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، جمع البرهان مع وفد "الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان" برئاسة محمد بن شمباس، وفق بيان من مجلس السيادة.
في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الاتحاد الأفريقي عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى معنية بالسودان، برئاسة محمد بن شمباس، وعضوية كل من سبيسيوسا وانديرا كازيبوي، نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو ماديرا، الممثل الخاص السابق لرئيس المفوضية الأفريقية إلى الصومال.
بينما أوضح البيان أن البرهان "أطلع وفد الآلية الأفريقية على التطورات السياسية في السودان منذ تمرد الدعم السريع على الدولة والانتهاكات التي ارتكبها في حق المواطنين المدنيين".
أضاف: "أوضح البرهان للوفد أن أساس الحل يكمُن في انسحاب القوات المتمردة (الدعم السريع) من المدن والقرى التي احتلتها وشردت أهلها".
ووفق البيان "قدم رئيس مجلس السيادة تنويراً شاملاً لوفد الآلية حول تطورات الأحداث منذ الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2021 الذي شهد فض الشراكة بين المكون العسكري والقوى السياسية لتعثر الوصول إلى توافق مؤكداً أن ما حدث وقتها لم يكن انقلاباً".