كشف الإعلامي المصري أحمد موسى، المقرب من السلطات المصرية، تفاصيل مشروع ازدواج قناة السويس. وأكد مساء الأحد 3 مارس/آذار 2024 أن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس سيعرض على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشروع ازدواج قناة السويس، مشيراً إلى أن هناك دراسات أعلن عنها رئيس القناة وسيتم عرضها على السيسي للتصديق عليها.
تفاصيل مشروع ازدواج قناة السويس
وأوضح أحمد موسى في برنامجه التلفزيوني على إحدى القنوات المصرية الخاصة، قائلاً: "الدولة الآن تعمل على أن تكون هناك قناتان للسويس، بطول 192 كم، لحل أزمة انتظار السفن بالساعتين والـ3″، وعلق أحمد موسى: "من المقرر أن يكون هناك مشروع ازدواج قناة السويس بنسبة أمان 100%، مشدداً على أنه في الماضي كانت تسير 70/80 سفينة يومياً، وبعد تصديق الرئيس السيسي على مشروع ازدواج قناة السويس سيزيد مرور السفن عبر مصر، وخفض مدة المرور لـ9 ساعات تقريباً".
وأشار إلى أن هناك شركات عالمية تقوم بإعداد دراسة جدوى للمشروع وسيتم عرضه على السيسي، ومن ثم التصديق على المشروع بالكامل.
يأتي ذلك في حين شارك أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، الأحد، في افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات (مارلوج) في نسخته الثالثة عشرة، في مصر وفق ما نشرت وسائل إعلام مصرية وقال في كلمته إن قناة السويس وضعت أنشطة ومبادئ الاقتصاد الأزرق على قمة أولويات استراتيجيتها الطموحة، حين أطلقت في عام 2020 استراتيجية "القناة الخضراء 2030" ، حيث تصبو هذه الاستراتيجية إلى التحول لقناة خضراء تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية للسفن العاملة بين آسيا وأوروبا.
وقال رئيس الهيئة إن قناة السويس عكفت في الوقت ذاته على تعزيز استخدامات الطاقة النظيفة في مختلف مرافق ووحدات الهيئة، وأشار إلى أن قناة السويس نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في تحقيق طفرة تنموية غير مسبوقة في مشروعات تطوير المجرى الملاحي وما يرتبط بها من مشروعات البنية التحتية واللوجستية، على حد قوله.
اضطراب سلاسل الإمداد العالمية
تطرق ربيع في حديثه إلى التوترات الأمنية والجيوسياسية بمنطقة البحر الأحمر وباب المندب التي اندلعت منذ شهور والتي ما زالت تلقي بظلالها على المشهد البحري العالمي؛ حيث ارتفعت نوالين الشحن للسفن المتجهة لموانئ البحر الأحمر إلى 6800 دولار للحاوية مقارنة بنحو 750 دولاراً للحاوية قبل الأزمة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف وقود السفن وارتفاع تكلفة التأمين على السفن لتصل في بعض الأحيان إلى 10 أضعاف قيمة التأمين السابقة للأزمة، وهى التحديات غير المسبوقة التي تواجه صناعة النقل البحري وتؤثر على معدلات الملاحة بقناة السويس.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن قناة السويس حرصت خلال الفترة الماضية على عقد سلسلة اجتماعات متتالية مع المؤسسات والخطوط الملاحية وعدد من القيادات الملاحية الدولية لبحث تداعيات الأزمة الراهنة في منطقة البحر الأحمر. وأضاف بأن تلك اللقاءات شهدت مناقشة سبل التعامل مع اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، في ظل زيادة مدة الرحلة المستغرقة للدوران حول أفريقيا باستخدام طريق رأس الرجاء الصالح وعدم توافر موانئ وخدمات ملاحية ولوجستية على طول هذا المسار، وهو ما يعزّز الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها قناة السويس في المجتمع الملاحي.
السيسي يتحدث عن تراجع عائدات قناة السويس
كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد سبق أن كشف عن تراجع إيرادات قناة السويس، الممر الملاحي العالمي "بنسبة بين 40 و50%". جاء ذلك خلال مداخلة للرئيس المصري، خلال مؤتمر ومعرض مصر الدولي السابع للطاقة (إيجبس 2024) بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية.
وقال السيسي إن "معدل دخل الممر الملاحي (قناة السويس) الذي كان يدخل لمصر تقريبا حوالي 10 مليارات دولار سنوياً، تراجع بنسبة من 40 إلى 50%"، بحسب المصدر ذاته.
وأرجع الرئيس المصري سببب ذلك إلى "الأزمات"، قائلاُ إن "مصر واجهت تداعيات فيروس كورونا عامين، ثم الأزمة الأوكرانية الروسية، ثم ما ترون على حدودنا المختلفة مع ليبيا والسودان"، وفق كلمته التي بثتها قنوات محلية وتابعتها الأناضول.
وأضاف: "والآن مع قطاع غزة، وترون الممر الملاحي الذي كان يدخل لمصر تقريباً حوالي 10 مليارات دولار سنوياً تراجع بنسبة 40 إلى 50%"، مؤكداً أنه "لا يشكو ولكن يتحدث عن واقع".
وتعتبر قناة السويس من أهم القنوات والمضائق حول العالم، وهي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وتعد من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر.
وفي يناير/كانون الثاني 2024 أوردت وكالة "بلومبرغ" أن حركة الملاحة في قناة السويس تراجعت 41% عن ذروة عام 2023، وسط تصاعد التوترات جنوبي البحر الأحمر؛ بسبب استهداف الحوثيين سفناً في إطار ما تقول إنه دعماً لغزة سيتوقف حال وقف الحرب الإسرائيلية المندلعة ضدها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء"، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
فيما يشن الحوثيون منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023 هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر دعماً للفلسطينيين في غزة؛ مما أدى إلى اضطراب الحركة العالمية للشحن، وأجبر شركات على تغيير مسار رحلاتها إلى مسارات أطول وأعلى تكلفةً.في المقابل تواجه مصر صعوبات بسبب النقص المستمر منذ فترة في العملة الأجنبية وتسارع التضخم، وذلك بسبب تراجع عائدات قناة السويس، فضلاً عن بعض الأسباب الأخرى.