شهدت العديد من المدن والعواصم الأوروبية، السبت 2 مارس/آذار 2024، تظاهرات حاشدة تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللمطالبة بوقف "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين، في وقت منعت الشرطة الهولندية وقفة أمام السفارة الإسرائيلية.
ففي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، خرج المئات في مسيرة جديدة للتضامن مع فلسطين وسكان غزة، وتنديداً باستمرار جرائم "الإبادة الجماعية" في القطاع.
وأدان المتظاهرون ما تقترفه إسرائيل من جرائم في القطاع، ورفعوا شعارات مطالبةً المجتمع الدولي بمواقف حازمة من أجل وقف إطلاق النار.
كما احتشد متظاهرون أمام القنصلية الأمريكية في مدينة فلورنسا الإيطالية؛ تنديداً بالسياسة الأمريكية الداعمة للاحتلال في حربه على قطاع غزة المحاصر.
ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية، ووضع المئات منهم الكوفية، تعبيراً عن تضامنهم مع فلسطين، كما رفعوا شعارات منددة بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة في القطاع، ومطالبة بمحاسبته.
في سياق متصل شهدت العاصمة الإسبانية مظاهرة شارك فيها نحو 3 آلاف من النساء؛ تنديداً بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
وامتدت المظاهرة على شكل سلسلة بشرية في الطريق الذي يوجد فيه البرلمان الأوروبي وسفارتا الولايات المتحدة وإسرائيل، بدعوة من "لجنة 8 مارس" التي شكَّلتها المنظمات النسوية والتي تحمل الاسم عطفاً على يوم المرأة العالمي في الـ8 من مارس/آذار.
ورفعت المتظاهرات شعارات وهتافات ضد إسرائيل بسبب هجماتها على غزة، وضد الولايات المتحدة لدعمها إسرائيل، وضد "تواطؤ الاتحاد الأوروبي بالتزامه الصمت".
وأمسكت النساء بأيديهن وشكَّلن سلسلة بشرية امتدت من مبنى البرلمان الأوروبي حتى سفارتي الولايات المتحدة وإسرائيل، رغم سوء الأحوال الجوية.
وجاء في بيان اللجنة: "كما تقول النساء الفلسطينيات، إن ما يحدث في غزة يشكل تحدياً للإنسانية. إننا نشهد انتهاكات لأبسط القيم وحقوق الإنسان التي تدافع عنها الحركة النسوية. المرأة الفلسطينية هي حجر الزاوية في النضال ضد الفصل العنصري والاحتلال الذي تعاني منه فلسطين في الخارج وفي الداخل. إننا نصرخ للعالم أجمع بتضامننا مع المرأة الفلسطينية".
ودعا البيان إلى "إعلان وقف فوري لإطلاق النار، ووقف العقاب الجماعي والفصل العنصري والاعتقالات، ورفع الحصار الذي فرضته إسرائيل على فلسطين منذ عقود، وترك الفلسطينيين لتقرير مصيرهم"، وطالب كافة دول الاتحاد الأوروبي بـ"اتخاذ إجراءات ضد الظلم والإبادة الجماعية".
إلى ذلك قالت كورال لاتوري، الأمين العام لنقابة الطلاب وعضو "لجنة 8 مارس": "من الأهمية بمكانٍ أن تكون الفعاليات التي ستقام خلال أسبوع يوم المرأة في 8 مارس، صوتاً ضد الإبادة الجماعية، ويجب أن نكون صوتاً واحداً ضد الإبادة الجماعية لإسرائيل ضد الفلسطينيين، نتنياهو قاتل، وكل الدول الغربية التي تلتزم الصمت تجاهه هي أيضاً متواطئة".
منع وقفة أمام السفارة الإسرائيلية
وفي هولندا منعت قوات الشرطة الهولندية، السبت، تنظيم وقفة داعمة للشعب الفلسطيني أمام السفارة الإسرائيلية في مدينة لاهاي، العاصمة الإدارية للبلاد.
وبحسب الاناضول، فإن قوات الشرطة وجهت المحتجين، باستخدام القوة إلى مكان يبعد 500 متر عن موقع السفارة الإسرائيلية.
وأحاطت قوات الشرطة المحتجين ومنعتهم من السير باتجاه مبنى البرلمان الهولندي.
وحمل المحتجون في أيديهم لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "فلسطين حرة"، و"لا للفصل العنصري"، و"ماتت الحرية في بلاد الحرية".
كما ردد المحتجون هتافات من قبيل "وقف إطلاق نارٍ الآن"، و"هولندا تمول وإسرائيل تقصف"، و"اخجلوا من أنفسكم".
من جانبه قال المتظاهر ويليام مِس، إن عدم السماح بالتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية يظهر ازدواجية المعايير الهولندية.
ووصف مس استهداف القوات الإسرائيلية فلسطينيين ينتظرون تلقي المساعدات الإنسانية بـ"الفظيع"، مضيفاً: "في الحقيقة هذا ليس بجديد على إسرائيل، فهي ترى الفلسطينيين مخلوقات غير آدمية".
بدورها قالت المتظاهرة مرلين فان هاسل، إن الشرطة طلبت من المحتجين الابتعاد عن السفارة الإسرائيلية.
وأضافت: "لقد تم توجيهنا إلى هذه النقطة تحت ضغط كبير؛ حتى نتمكن من مواصلة الاحتجاج. وهذا أمر مؤسف للغاية، فنحن كنا نفضل إيصال رسالتنا من أمام السفارة".
وأعربت عن ترحيبها بفتح دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مستدركةً أن ذلك ليس كافياً، ومطالبة بفرض مزيد من الضغوط على إسرائيل.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "الإبادة الجماعية".