كشفت مؤسستان فلسطينيتان، السبت 2 مارس/آذار 2024، عن تعرّض مسنٍّ من غزة للتعذيب حتى الموت في معسكر للجيش الإسرائيلي، وحذّرتا من استمرار "سياسة الاختفاء القسري" لأسرى القطاع.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) وجمعية نادي الأسير، في بيان مشترك، إنهما تابعتا "معلومات تتعلق باستشهاد مُسنّ من غزة في أحد معسكرات الاحتلال الإسرائيلي".
وجاء في البيان أن "الشهيد أحمد رزق قديح (78 عاماً)، اعتقل خلال عملية الاجتياح البري التي نفذها الاحتلال لخان يونس (جنوب) في 7 فبراير/شباط 2024، إلى جانب أفراد من عائلته".
ونقلت المؤسستان شهادة لأحد المعتقلين، دون ذكر اسمه، أفرج عنه مؤخراً وكان برفقة قديح، أنه "تعرض لعمليات تعذيب خلال اعتقاله، واُستشهد في أحد المعسكرات، دون معرفة اسم المعسكر بشكل دقيق"، وبحسب توصيفه فإن "المعسكر يبعد عن معبر كرم أبو سالم نحو ساعتين".
ووفق الشهادة فإن قديح "كان نُقل للتحقيق، وتعرض للتعذيب الشديد الذي تركز على أطرافه، وقد ظهرت آثار التعذيب الشديد عليه بعد إعادته إلى مكان احتجاز المعتقلين".
وذكر الشاهد "تفاصيل قاسية عن قديح قبل استشهاده، وكان آخر طلب له من المعتقلين، أنه يريد الاغتسال والطعام، وبعد دقائق اُستشهد أمامهم، وجرى نقله لاحقاً إلى جهة مجهولة".
ونقلت الهيئة والنادي عن عائلة قديح، أن المسن "لم يكن يعاني قبل اعتقاله، من أية أمراض مزمنة، وهو أب لـ11 ابناً، أحدهم استشهد عام 2008".
وتقول المؤسستان إن "الاحتلال وكما يتعامل مع كافة معتقلي غزة والشهداء منهم، لم يُعلن عن استشهاده، وذلك في إطار جريمة الإخفاء القسري، التي يواصل ممارستها بحق معتقلي غزة منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية المستمرة بحق أبناء شعبنا في غزة".
وأشارتا إلى أن "عدد الشهداء الذين ارتقوا داخل سجون ومعسكرات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول الماضي) يرتفع إلى 12 شهيداً، بينهم 4 من غزة، من بينهم الشهيد قديح، فيما لا يزال أحدهم مجهول الهوية".
واعتبرتا أنَّ "تصاعد أعداد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من جراء عمليات التعذيب والإجراءات الانتقامية الممنهجة والجرائم الطبية، يشكّل قراراً واضحاً بقتل الأسرى والمعتقلين في إطار الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والعدوان الشامل".
وقالت الهيئة والنادي إن المؤسسات الحقوقية المختصة "وجّهت نداءات متكررة للمؤسسات الدولية بكافة مستوياتها لوقف جريمة الإخفاء القسري الممنهجة، التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى تنفيذ مزيد من الجرائم بحق معتقلي غزة دون أي رقابة وبالخفاء، إلى جانب تطويع القانون لممارستها، بالمصادقة على لوائح خاصة بمعتقلي غزة".
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "الإبادة الجماعية".