أعلنت النائبة الأمريكية سمر لي انسحابها من المشاركة بالحديث في مأدبة نظمها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، بعد تعرضها لانتقادات شديدة بسبب المخاوف المتعلقة بمشاعر معاداة السامية المزعومة، التي عُبر عنها من قِبل بعض المشاركين المرتبطين بهذه الفعالية، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024.
وقالت سمر، النائبة الديمقراطية عن ولاية بنسلفانيا، عبر منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقاً)، الثلاثاء 27 فبراير/شباط، إنها لم تكن على دراية بالتصريحات السابقة التي أدلى بها بعض الأشخاص المنتظر ظهورهم معها في المأدبة السنوية، التي تُعقد السبت القادم 2 مارس/آذار.
كتبت سمر على منصة X: "وددت أن أشارك في هذه الفعالية مع أعضاء آخرين بالكونغرس ومع مسؤولين منتخبين لدعم جيراننا المسلمين، في كومنولث (بنسلفانيا) وفي ربوع البلاد، الذين هم في حاجة ماسة إلى أن يُسمعوا من جانب مسؤوليهم المنتخبين، وأن يشعروا بالدعم في وقت تتزايد فيه الكراهية والعنف ضد المسلمين. أنا لا أتغاضى عن أي من التعليقات السابقة للمتحدثين (في الفعالية) ولا أؤيدها".
النائبة الديمقراطية أوضحت: "من أجل منع استهداف المجتمع المسلم عن طريق أي أنواع أخرى من الإسلاموفوبيا، ذات دوافع سياسية، وللتأكد من أن ناخبي اليهود ومن مجتمع الميم يعرفون أن شواغلهم محل إنصات، لن أحضر هذه الفعالية بعد الآن".
وفقاً للمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في فيلادلفيا، أحمد سليم تكيلي أوغلو، فإن بعضاً من التصريحات أُخرجت من سياقها و"ضوعفت عن طريق الدوائر اليمينية".
أبلغ تكيلي أوغلو موقع ميدل إيست آي أن سمر كانت صديقة لمجتمع المسلمين في بنسلفانيا، ودعت لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووقفت في وجه القومية الهندوسية.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت سمر لي ضمن مجموعة صغيرة من المشرعين الذين صوتوا ضد القرارات المؤيدة لإسرائيل في الكونغرس.
في 25 أكتوبر/تشرين الأول، صوتت ضد تشريع أعلن أن مجلس النواب "يساند إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حركة حماس وعناصر المقاومة الأخرى".
وقال تكيلي أوغلو: "ذلك هو السبب الحقيقي وراء مضايقة وتخويف وتهديد النائبة لي والآخرين في الأيام الأخيرة، عن طريق الأصوات المناهضة للفلسطينيين والمسلمين، وليس المخاوف المتعلقة بالتصريحات الشخصية المغلوطة التي أدلى بها بعض المتحدثين قبل سنوات".
وأضاف أنهم يرفضون تعرضهم للإرهاب في صمت، وأن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، جنباً إلى جنب مع بقية المتحدثين، سوف يواصل الحديث ضد "الإبادة الجماعية في غزة، والتمييز الذي يواجهه مجتمعنا، والهجمات الكاذبة ضد مجتمعاتنا، حتى ينتهي كل هذا بمشيئة الله".
انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية
في بيانها لم تحدد سمر لي ما يُزعم أن المتحدثين الآخرين قالوه. تضمنت قائمة المتحدثين لاعب كرة السلة السابق إبراهيم جابر. ففي منشور على موقع فيسبوك عرض لقطة شاشة تظهر فيها مقالة بعنوان "إسرائيل والفلسطينيون يلومون بعضهم على الانفجار القاتل الذي وقع في أحد مستشفيات غزة"، كتب جابر: "هذه أفضل كذبة يأتي بها هؤلاء الشياطين للتغطية على أفعالهم".
أحد المتحدثين الآخرين هو ياسر فهمي، وهو عالم ورجل دين إسلامي، كان من المفترض له أن يلقي كلمة رئيسية في المأدبة. وفقاً لموقع Jewish Insider اليهودي، أدان فهمي الصهيونية ووصفها بأنها "جماعة سادية ومريضة"، يرشو قادتها مؤثري منصات التواصل الاجتماعي، والمنصات الإعلامية والمسؤولين المنتخبين كي يسوّقوا "الدعاية" و"الأكاذيب".
فيما قالت متحدثة أخرى تدعى نادرة بيير، وهي ممثلة كوميدية وشخصية مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي: "أسأل الله أن يدمرهم بطريقة أشد مما يحاولون أن يدمروا بها الآخرين"، وذلك على منصة X في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن "انتقاد إسرائيل يشبه الانتقاد الموجه إلى أية دولة أخرى، ولا يمكن اعتباره معاداة للسامية".
برغم الانتقادات، سوف تُعقد المأدبة في موعدها، السبت 2 مارس/آذار في بنسلفانيا، ولكن بدون مشاركة سمر.
قال تكيلي أوغلو: "يتطلع مجلس العلاقات الإسلامية في فيلادلفيا للعمل مع سكان بنسلفانيا من جميع الخلفيات، الذين ينتابهم القلق من جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية وارتفاع الكراهية ضد الأمريكيين المسلمين؛ للنهوض بالعدالة من أجل الجميع".