أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الخميس 29 فبراير/شباط 2024، دعمه "الجنود الأبطال" الذين أطلقوا النار على حشد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في "مجزرة شارع الرشيد" بغزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير منهم، ووصفهم بـ"الأبطال".
حيث دعا بن غفير، وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في منشور على منصة "إكس"، إلى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وقال: "يجب تقديم الدعم الكامل لجنودنا الأبطال العاملين في غزة، الذين تصرفوا بشكل ممتاز ضد 'الغوغاء الغزيين' الذين حاولوا إيذاءهم"، وفق تعبيره.
وقف نقل المساعدات إلى غزة
كما أضاف إيتمار بن غفير: "لقد ثبت اليوم أن نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة ليس مجرد جنون بينما يتم احتجاز مختطفينا في غزة في ظروف دون المستوى المطلوب، ولكنه يعرض أيضاً جنود الجيش الإسرائيلي للخطر"، على حد قوله.
تابع الوزير اليميني المتطرف: "هذا سبب واضح آخر يدفعنا إلى التوقف عن نقل هذه المساعدات، التي هي في الواقع مساعدة لإيذاء جنود الجيش الإسرائيلي ومنح الأوكسجين لحماس".
فيما أقر مصدر عسكري إسرائيلي، في وقت سابق الخميس، بإطلاق جيش الاحتلال النار تجاه حشد من الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في شارع الرشيد جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم.
بينما وصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية سقوط قتلى فلسطينيين أثناء توزيع المساعدات قرب مدينة غزة الخميس بأنه "مأساة"، وقال إن المؤشرات الأولية تفيد بأن الوفيات نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشد المتزايد.
أضاف المتحدث آفي هيمان، في تصريحات للصحفيين: "في مرحلة ما، كان (الناس) قد تزاحموا حول الشاحنات وقام الأشخاص الذين يقودون الشاحنات، وهم سائقون مدنيون من غزة، بالاندفاع وسط الحشود؛ ما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص، حسبما فهمت". وتابع: "من الواضح أنها مأساة لكننا لسنا متأكدين من التفاصيل بعد".
ضحايا مجزرة شارع الرشيد
قبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 104 فلسطينيين وإصابة ما يزيد على 760 آخرين جراء استهداف إسرائيل لفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة. وذكر المصدر الإسرائيلي طالباً عدم ذكر اسمه، أن "الحادث وقع قرب الطريق الإنساني الذي تقوم قواتنا بتأمينه".
كما أضاف أنه "نتيجة التجمع العنيف اقترب جزء من الحشود نحو قوة عسكرية كانت تهتم بالسماح ونقل الشاحنات في إطار حملة إنسانية لنقل المساعدات بطريقة شكلت خطراً على القوات التي ردت بإطلاق نار"، وذكر أن "الحادث قيد التحقيق".
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أنه "أثناء إدخال شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية الليلة الماضية إلى شمال قطاع غزة، احتشد في المكان تجمّع حول الشاحنات واندلعت أعمال عنف حولها".
كما ادّعى أن الفلسطينيين "عمدوا إلى نهب المعدّات التي وصلت، وخلال احتشادهم أصيب العشرات من الغزيين نتيجة الازدحام الشديد والدهس"، مضيفاً أنه "جارٍ فحص تفاصيل الحادث".