كشف زعيم مجموعة بيلاروسية منشقة، في مقابلة أُجريت معه هذا الأسبوع، أن عملاء مجموعته السرية المناهضين للحكومة أعدُّوا خطة للانقلاب على حاكم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، حسب ما نشره موقع The Daily Beast الأمريكي.
وقال ألكساندر أزاراو، رئيس مجموعة "المقاومة" المعروفة باسم "بايبول" BYPOL، في مقابلة مع محطة VRT البلجيكية، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024: "لقد وضعنا خطة، وسنشرع في تنفيذها في الوقت المناسب".
خطة انقلاب في بيلاروسيا
ولم يُفصح أزاراو إلا عن قليل من التفاصيل بشأن وسائل الانقلاب الذي قال إن مجموعته تعتزم تنفيذه، إلا أن عمليات التخريب التي وقعت حديثاً في بيلاروسيا يمكن أن تقدم بعض القرائن على وسائل الانقلاب المزمع.
ويأتي هذا الإعلان في سياق الخطوات التي تتخذها جماعات المعارضة البيلاروسية وتقول إنها ترمي بها إلى تقويض نفوذ روسيا المتزايد على لوكاشينكو، لأنه ربط نظامه برباط لا ينفصم مع نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد أعلنت المعارضة البيلاروسية، العام الماضي، أنها أسقطت طائرة مراقبة عسكرية روسية من طراز "إيه 50" في هجوم في بيلاروسيا، ونقل موقع The Daily Beast الأمريكي تحذير المعارضة لموسكو من أنها ستواجه مزيداً من الأعمال التخريبية إذا استمر بوتين في استخدام بيلاروسيا ضمن قواعد الانطلاق لحربه الجارية على أوكرانيا.
وتولَّت مجموعة "بيبول" تدريب أعضاء من "فوج كالينوفسكي" للمتطوعين البيلاروسيين الذين تقدموا للقتال إلى جانب المقاتلين الأوكرانيين في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. وتمكَّن مخربون بيلاروسيون في بداية الحرب من اختراق خطوط إمداد السكك الحديدية وتعطيلها، وأوقعوا الخطوط اللوجستية الروسية في حال من الفوضى خلال الأيام الأولى للغزو. ويزعم هؤلاء المعارضون أن هزيمة روسيا في أوكرانيا من شأنها أن تعجِّل بنهاية نظام بوتين، ومن ثم تمهِّد الطريق إلى تشديد الخناق على نظام لوكاشينكو.
وقال أزاراو: "لولا بوتين، لما بقي لوكاشينكو"، و"إذا تمكنت أوكرانيا من شنِّ هجوم ناجح [على القوات الروسية]، فلن يكون لدى بوتين الفرصة لإنقاذ نظام بيلاروسيا".
وكان أزاراو عضواً في حكومة المعارضة البيلاروسية في المنفى، وكان مسؤولاً عن القانون والنظام، إلا أن سفياتلانا تسيخانوسكايا، الزعيمة المنتخبة ديمقراطياً لبيلاروسيا، أقالته من منصبه العام الماضي، وحثَّته بدلاً من ذلك على تعبئة التنظيم السري، وإعداد ما يسمى "خطة النصر"، أو "خطة (بيراموها)"، التي تقول المعارضة البيلاروسية إنها ترمي بها إلى إعلان العصيان المدني في جميع أنحاء البلاد للضغط على نظام لوكاشينكو.
المعارضة في بيلاروسيا تتجهز للتحرك
وتحثُّ المعارضة البيلاروسية منذ سنوات المخربين والمنشقين المناهضين للنظام البيلاروسي على الاستعداد للتحرك عندما يحين الوقت المناسب. وقد سلكوا في معظم حملاتهم سبل المقاومة اللاعنفية، مثل التخريب من الداخل، والقرصنة والتجسس، وبثِّ الاضطرابات الداخلية.
وقال أزاراو إن 200 ألف معارض بيلاروسي سجلوا أسماءهم وأبدوا استعدادهم للمشاركة في إقامة الحواجز والاختناقات المرورية أو الخروج في حشود كبيرة للانقلاب على نظام لوكاشينكو عند الحاجة. وزعم أن 5 آلاف مواطن قالوا إنهم مستعدون للمشاركة في "عمليات خاصة" أو أعمال تخريبية في مواجهة النظام الحاكم في بيلاروسيا.