كشفت صحيفة "الإندبندنتي" الإسبانية الخميس 29 فبراير/شباط 2024، أن الجزائر قد تتجه مرة أخرى إلى تجميد علاقتها مع إسبانيا، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى المغرب، وقالت الصحيفة إنها "صبت الزيت على النار" في العلاقات المتوترة بين الجزائر وإسبانيا.
حيث أوضحت الصحيفة الإسبانية أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز زار الرباط، وجدّد دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، وهو نفس الموقف الذي أغضب الجزائر قبل عامين وسحبت على إثره سفيرها في مدريد، وفرضت عقوبات اقتصادية على إسبانيا بعده.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر جزائرية أن سانشيز بتصريحاته من جديد في الرباط لم يستجِب لمبادرات التقارب التي قامت بها الجزائر، لذلك "لن تكون هناك تنازلات أو خطوات إضافية. لن يكون هناك المزيد من الهدايا".
إذ كانت الجزائر قد استدعت سفيرها في مدريد في مارس/آذار 2022 احتجاجاً على تغير موقف إسبانيا لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، ما أجّج العلاقات المتوترة بين الجزائر وإسبانيا. خاصة أن هذا التحول وضع حداً لموقف مدريد التاريخي بالحياد بشأن هذه القضية.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن هذا التبدل أثار غضب الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو والتي قررت رداً على ذلك تعليق معاهدة الصداقة المبرمة عام 2002 مع مدريد والحد من المعاملات التجارية مع إسبانيا من خلال تجميد العمليات المصرفية.
العلاقات المتوترة بين الجزائر وإسبانيا
لكن وفي الأشهر الأخيرة، بدأت الجزائر الانفتاح من جديد على إسبانيا، بسبب ما اعتقدته تغيراً في الموقف الإسباني بعد خطاب لسانشيز في الأمم المتحدة في اجتماعها السنوي الأخير دعا فيه إلى "حل سياسي مقبول بشكل متبادل في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن" لقضية الصحراء الغربية.
لتجاوز العلاقات المتوترة بين الجزائر وإسبانيا، عينت الجزائر سفيراً جديداً لدى إسبانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما رفعت الإجراءات الاقتصادية وسمحت باستيراد الدواجن من إسبانيا.
لكن الصحيفة الإسبانية قالت إن ذلك سرعان ما تغير بعد زيارة سانشيز للمغرب الأسبوع الماضي وتأكيده مرة أخرى دعم إسبانيا للمقترح المغربي، وقال في مؤتمر صحفي: "إن ذلك ما تضمنته خارطة الطريق بين البلدين في 2022".
كما قالت الصحيفة إن ذلك أغضب الجزائريين، ونقلت عن مصدر وصفته بالمقرب جداً من السلطة الجزائرية أن "العلاقات بين الجزائر وإسبانيا دخلت مرحلة السلام البارد؛ لأن الجزائريين يشعرون بالخيانة للمرة الثانية".
تابع مصدر الصحيفة: "إن الشعور السائد بين الزعماء السياسيين الجزائريين هو أن حكومة سانشيز قد خدعتهم وأن ما بدا وكأنه عودة إسبانية إلى الحياد التقليدي بشأن الصحراء الغربية عاد إلى تأييد الموقف المغربي".
قبل زيارة سانشيز إلى المغرب، كان وزير خارجيته، خوسيه مانويل ألباريس، قد أغضب الجزائريين بعد أن رفض الحديث عن قضية الصحراء والاقتصار على القضايا التجارية في زيارته التي كانت مقررة إلى الجزائر، لكن الأخيرة ألغت زيارته في آخر لحظة بسبب ذلك.