حذَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، من أن غزو رفح برياً سيكون "خطراً لا يمكن لإسرائيل تحمُّله"، داعياً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى وقف الحرب والخروج من قطاع غزة، وذلك في مقابلة نشرتها الأربعاء، شبكة "بلومبرغ" الأمريكية، مع أولمرت الذي قاد إسرائيل بين عامي 2006 و2009.
تطرق أولمرت إلى هجوم إسرائيلي بري محتمل على رفح جنوب قطاع غزة، معتبراً أن الولايات المتحدة تنظر إليه على أنه "أمر لا يمكن تحمله".
مخاطر غزو رفح برياً
كما أضاف أن "الخطر الأكثر إلحاحاً بالنسبة لإسرائيل هو أن مصر المجاورة قد تلغي معاهدتها الدبلوماسية التي مضى عليها 45 عاماً مع الدولة اليهودية".
ثم تابع: "قد يؤدي ذلك إلى انهيار اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر (..)، هذه مخاطرة لا يمكننا تحملها".
كذلك، زعم أولمرت أن "الحكومة المصرية ستكون سعيدة بتدمير حماس، لكنها تشعر بالقلق من رد فعل شعبها على مزيد من القتلى الفلسطينيين".
وسبق أن حذرت مصر إسرائيل من هجوم بري على رفح حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني، لكنها لم تقل إنها ستنسحب من اتفاق السلام، وفق الشبكة الأمريكية.
دعاه إلى وقف الحرب
إلى جانب ذلك، دعا أولمرت نتنياهو إلى وقف الحرب، والتركيز على خطة تمكن الجيش الإسرائيلي من مغادرة غزة وإرسال قوات حفظ سلام دولية إلى هناك.
كما استشهد بوجود قوات أوروبية في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنوب لبنان، وقال إنه من الممكن إنشاء قوات مماثلة في غزة.
وقال أولمرت إن "الدول العربية لن ترغب في نقل قوات تابعة لها إلى غزة على الفور، لكنها قد تكون على استعداد لتولي المسؤولية من الأوروبيين في غضون عامين إذا كان القطاع مستقراً".
كما أضاف أنه "بمجرد خروج الجيش الإسرائيلي من غزة، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تبدأ مفاوضات سلام مع الفلسطينيين".
إقامة دولة فلسطينية
أولمرت اعتبر أنه "في حين أن هذه الأمور يجب أن تكون دون شروط مسبقة، فمن مصلحة إسرائيل أن تسمح في نهاية المطاف، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
ثم مضى: "لفترة طويلة جداً من الزمن اكتسبت إسرائيل كراهية العديد من الناس في جميع أنحاء العالم بسبب الاحتلال، لأننا منذ سنوات طويلة رفضنا أية محاولة للتوصل إلى تفاهم معقول مع الفلسطينيين. ولم نساعد في خلق البيئة التي يمكنهم من خلالها ممارسة حقهم بتقرير المصير".
ورأى أولمرت أن نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب وتجنب إجراء انتخابات مبكرة، وهو ما ينفيه رئيس الوزراء.
وبينما تراجعت شعبية نتنياهو بسبب الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية التي مكنت حركة "حماس" من شن هجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه يتمتع بأغلبية برلمانية قوية ولم يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات المقبلة قبل عام 2026.
وتوقع أولمرت أن تندلع احتجاجات حاشدة في إسرائيل بمجرد انتهاء الحرب على قطاع غزة.
وأشار إلى أن "هذه الاحتجاجات ستكون أكبر من تلك التي حدثت في الأشهر التي سبقت الحرب– بسبب محاولة الحكومة إضعاف السلطة القضائية– وستجبر نتنياهو على الدعوة إلى الانتخابات المبكرة خلال العام الجاري".
وأوضح أولمرت، الذي أُجبر على التنحي عن منصبه بتهم فساد وقضى 16 شهراً في السجن: "هناك درجة من الغضب– أراها في قلوب الناس الآن– وهي غير مسبوقة في دولة إسرائيل، الكراهية ضد نتنياهو تتراكم، والاحتجاجات سوف تندلع".
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عن عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".