حكمت محكمة منطقة فيسياتوفسكي بالعاصمة الشيشانية غروزني يوم الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024 بحبس المدان بحرق القرآن بجانب مسجد في فولغوغراد نيكيتا جورافيل بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف السنة في سجن عام.
حبس المدان بحبس القرآن في الشيشان
أفاد بذلك مراسل وكالة "تاس" من قاعة المحكمة، حيث أعلن القاضي رسلان داندايف حكم المحكمة: "بإضافة الأحكام الجزئية للعقوبة، حكمت المحكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر في سجن يتبع النظام العام"، وهو ما طالب به المدعي العام.
وقد اعتقل جورافيل في مايو/أيار 2023 في فولغوغراد بسبب حرقه القرآن أمام مسجد في المدينة، وفقاً للجنة التحقيق الروسية، حيث اعترف المشتبه به بأنه فعل ذلك مقابل المال بناء على تعليمات خاصة من الأجهزة الخاصة الأوكرانية. وقد تم تحويل القضية إلى المحققين في جمهورية الشيشان، ونقل إلى هناك. وخلال التحقيق اعترف جورافيل بجريمته في حرق القرآن، إلا أنه لم يعترف بارتكابه الشغب.
كانت النيابة العامة أصدرت الحكم على نيكيتا جورافيل الذي أحرق القرآن بعقوبة السجن لمدة 3 سنوات ونصف وفقاً لما أفاد به مراسل وكالة "نوفوستي" من محكمة منطقة فيسياتوفسكي بمدينة غروزني.
وقالت المدعية العامة ميلانا بايتيفا: "بناء على ما ورد أعلاه أطالب بإدانة نيكيتا جورافيل ومن خلال إضافة الأحكام جزئياً، فرض عقوبة السجن لمدة 3 سنوات و6 أشهر في سجن عام".
حيث يواجه جورافيل أحكاماً بموجب الفقرة 2 من المادة 213 للقانون الجنائي الروسي (الشغب)، والفقرة 2 من المادة 148 للقانون الجنائي الروسي (إهانة مشاعر المؤمنين).
فيما تم نقل نيكيتا جورافيل، المحتجز بتهمة إحراق القرآن في فولغوغراد، إلى غروزني عاصمة الشيشان، حيث قابله السكان الساخطون في المنطقة بلافتات "ارفعوا أيديكم عن القرآن".
وقال أحد سكان عاصمة الشيشان: "اجتمعنا هنا اليوم لنظهر للعالم كله أننا لن نسمح لأحد بالإساءة للقيم التقليدية لبلادنا وديننا. سنحمي جميع الأديان الرئيسية حتى على حساب حياتنا. وتلك التجاوزات التي تحدث، بمساعدة الغرب، على ديننا وعلى بلادنا، لن تمر. نحن سعداء جداً بنقل هذا الشخص إلى جمهوريتنا. هنا سنتولى تربيته وإصلاحه، وسنوضح له أنه مخطئ. لن يقوم أحد بتعذيبه أو قتله. أنا متأكد من أنه في غضون شهر ستكون لديه أفكار مختلفة تماماً".
وكان جورافيل، قد اعترف في وقت سابق، بأنه أقدم على جريمة حرق المصحف في فولغوغراد، بأوامر من الاستخبارات الأوكرانية. ويشار إلى أن شرطة فولغوفراد رحلت جورافيل إلى جمهورية الشيشان، ليمثل أمام محققين مسلمين، بطلب من أوساط دينية وأهلية في الشيشان، ومناطق روسية أخرى.
اعترافات المدان بحرق المصحف
كان المعتقل بتهمة حرق القرآن الكريم في مدينة فولغوغراد الروسية، قد اعترف بأنه أقدم على هذه الجريمة بأوامر من الاستخبارات الأوكرانية.
ووفقاً للجنة التحقيق، تم رفع دعوى جنائية بشأن "فعل عام يهدف لإهانة المشاعر الدينية للمؤمنين" بعد حرق نسخة من القرآن في فولغوغراد، وتم اعتقال أحد السكان المحليين يدعى نيكيتا جورافيل.
وأضافت اللجنة: "أثناء الاستجواب، اعترف جورافيل بأنه نفذ فعله المحدد بتوجيه من الاستخبارات الأوكرانية، مقابل مكافأة مالية قدرها 10 آلاف روبل. وبعد ذلك، سلم تسجيل الفيديو إلى ضابط إدارة أمن الدولة الأوكرانية. كما أفاد بتورطه في التعاون بتصوير فيديو للمنشآت العسكرية".
وأضافت لجنة التحقيق الروسية أنه كجزء من القضية الجنائية، تجري عمليات تفتيش في مكان إقامة المشتبه به بحثاً عن أدلة ذات أهمية للتحقيق.
وتعود حادثة حرق المصحف إلى مايو/أيار 2023؛ حيث أقدم شاب روسي على حرق نسخة من المصحف الشريف أمام المسجد الكبير، في مدينة فولغوغراد جنوب غربي روسيا.
وعندها اعتقلت الشرطة الروسية الشاب وظهر على وسائل الإعلام الروسية قال، إنه فعل ذلك بأمر من المخابرات الأوكرانية، مقابل مبلغ عشرة آلاف روبل، وأبدى ندمه وقدّم اعتذاراً للمسلمين.
من جهتهم، طالب مواطنون شيشانيون بمحاكمته في بلادهم كونهم معنيين بجريمته، فنُقل إلى الشيشان وخلال وجوده في السجن في الشيشان، ضربه آدم قديروف جزاء فعلته.
يُذكر أن آدم هو ثالث أكبر أبناء الرئيس الشيشاني، فعمره لا يتجاوز 15 عاماً، ولا يشغل أي منصب رسمي.
وفي الجانب القانوني، يشار إلى أن المادة 148 من قانون العقوبات الروسي تجرّم إهانة المشاعر الدينية، وتعاقب الفاعل بالحبس سنة وبغرامة مالية لا تقل عن 300 ألف روبل، أي أكثر من 3500 دولار. أما عقوبة الاعتداء على سجين فلا يوجد نص محدد يتناولها، وتقدير العقوبة فيها يعود للقاضي حسب حجم الضرر.
نجل قديروف يعتدي على المدان بحرق القرآن
كان الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، قد أقر بصحة المقطع المصور المنسوب لأحد أبنائه، وهو يضرب شخصاً معتقلاً، بدعوى حرقه للمصحف.
وقال قديروف إن المقطع لابنه آدم بالفعل، مشيراً إلى أنه "فخور" بأنه "ضربه وفعل ما كان ينبغي عليه فعله". وأضاف: "أنا فخور بتصرفات آدم فقد طبق مثل الشرف والكرامة دفاعاً عن دينه".
ونشر الزعيم الشيشاني مقطع فيديو يظهر فيه ابنه وهو يرتدي ملابس عسكرية وينهال بالركل واللكم والضرب على شاب جالس أمامه. وقال قديروف: "أعتقد أن أي شخص ينتهك الكتب المقدسة، بمن في ذلك أولئك الذين يحرقونها ويسيئون إلى عشرات ملايين المواطنين في بلدنا العظيم، يجب أن يعاقب بشدة". ووصف قديروف هؤلاء بأنهم "ورم خبيث في الجسم يجب استئصاله".
جدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد سبق أن تبنت الثلاثاء 25 يوليو/تموز 2023، قراراً يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، واعتبارها "انتهاكاً للقانون الدولي"، حيث اعتمدت الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً القرار، الذي صاغه المغرب بتوافق الآراء.
جاء القرار الأممي في أعقاب عمليات حرق وتدنيس العديد من المصاحف في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك حرق نسخ من المصحف في السويد والدنمارك، في حوادث أثارت غضباً دولياً.
وجاء في نص القرار أن أعضاء الجمعية العامة "يستنكرون بأشد العبارات، جميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل موجهة ضد رموزهم الدينية أو كتبهم المقدسة أو منازلهم أو أعمالهم التجارية أو ممتلكاتهم أو مدارسهم أو مراكزهم الثقافية أو أماكن العبادة".