قالت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين الرئيسيين، الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024، إنهم لا يعتزمون إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن ألمحت فرنسا إلى هذا الاحتمال، ما دفع الكرملين للتحذير من أن أي تحرك من هذا النوع سيؤدي حتماً إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يجب على الحلفاء الغربيين ألا يستبعدوا أي خيارات في سعيهم لتفادي انتصار روسيا في أوكرانيا، رغم أنه شدد على عدم وجود توافق في هذه المرحلة.
وجاءت تصريحات ماكرون في غمرة مكاسب ميدانية للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، فضلاً عن تفاقم نقص الذخائر والأفراد على الجانب الأوكراني. وأدلى ماكرون بالتصريحات خلال اجتماع عُقد على عجل لزعماء أوروبيين في باريس لبحث سبل تعزيز الدعم الضعيف حالياً لكييف.
الناتو لن يرسل قوات برية إلى أوكرانيا
ونأت ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وجمهورية التشيك عن أي اقتراح باحتمال التزامها بإرسال قوات برية إلى الحرب في أوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثالث، فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتز "لن ترسل الدول الأوروبية ولا دول حلف شمال الأطلسي قوات برية إلى أوكرانيا".
وأكد البيت الأبيض لاحقاً أنه لا يعتزم إرسال قوات برية، لكنه حثَّ المشرّعين الأمريكيين على الموافقة على مشروع قانون متعثر لتقديم مساعدات أمنية تضمن حصول القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخائر اللازمة لمواصلة القتال.
وفي توضيح لتصريحات ماكرون، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن إن الرئيس كان يفكر في إرسال قوات للاضطلاع بمهام محددة، مثل المساعدة في إزالة الألغام وإنتاج الأسلحة والدفاع الإلكتروني.
وأضاف سيجورن للمشرعين الفرنسيين أن هذا "قد يتطلب وجوداً (عسكرياً) على الأراضي الأوكرانية، دون الوصول إلى حد القتال".
حرب أوكرانيا
يأتي هذا بعد أن أعلنت أوكرانيا أنها انسحبت من منطقة لاستوشكين في شرق البلاد التي أكدت روسيا السيطرة عليها، في هزيمة أخرى للقوات الأوكرانية بعد سقوط أفدييفكا.
وكشف وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، أن نصف المساعدات العسكرية الغربية التي تم التعهد بها لكييف سلمت متأخرة، مشيراً إلى أن "التعهد لا يعني التسليم".
وفي تصريحات كشفت حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها أوكرانيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا.
وبعد نجاحها في صد الجيش الروسي في بادئ الأمر، تعرضت أوكرانيا لانتكاسات في ساحات القتال الشرقية، حيث اشتكى جنرالاتها من نقص الأسلحة والجنود.
وفي كلمته أمام الزعماء عبر رابط فيديو، أيد زيلينسكي تحذير ماكرون بشأن تصعيد الصراع، قائلاً "يجب علينا التأكد من أن بوتين لا يستطيع القضاء على إنجازاتنا ولا يمكنه توسيع عدوانه ليشمل دولاً أخرى".