جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، حديثه بأن بلاده لم تغلق معبر رفح البري مع قطاع غزة قط، رغم التقارير التي أشارت إلى تكدس شاحنات المساعدات أمام بوابته، ومطالبات فلسطينية بالسماح لآلاف الجرحى بالمغادرة لتلقي العلاج.
الرئيس المصري قال في كلمة ألقاها ضمن فعاليات النسخة الخامسة من احتفالية "قادرون باختلاف" لذوي الهمم وأصحاب القدرات الخاصة، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، تعليقاً على تصريحات الاحتلال بشأن غلق القاهرة لمعبر رفح: "مصر أبداً لم تغلق المعبر، لكن عشان نعمل حاجة في وضع الاقتتال متحصلش مشكلة وإحنا بنعمل الإجراء". وأضاف: "إن شاء الله خلال أيام بسيطة نصل لوقف إطلاق النار في غزة، ونتمكن من إغاثة أهلنا في المجالات المختلفة"، حسب ما نشرته وسائل إعلام مصرية.
تصريحات السيسي ليست الأولى، فقد نفى مراراً إغلاق معبر رفح البري أمام الفلسطينيين، رغم حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الرئيس المصري لم يرد في البداية فتح المعبر لدخول المساعدات، لكنه تحدث معه وأقنعه بفتحه.
كان الإعلام الحكومي بغزة طالب مرات عدة، بالسماح لأكبر عدد ممكن من الجرحى بمغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج.
الإعلام الحكومي بغزة قال ببيان في 6 فبراير/شباط الماضي، إنه "يتم السماح يومياً بتحويل من 10 إلى 20 جريحاً فقط، وهذا العدد القليل يعمل على تفاقم المعاناة للجرحى الذين تزداد أعدادهم بالمئات بشكل يومي".
كما ناشد مصر "تحسين آلية الموافقة على تسفير وتحويل الجرحى لتصبح بالمئات والآلاف بدلاً من الموافقة على بضع العشرات فقط".
قبل أيام تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات فيديو بثّتها قناة الجزيرة الفضائية القطرية تظهر تكدس شاحنات المساعدات في رفح المصرية، على الحدود مع قطاع غزة.
القناة قالت يوم الأحد 25 فبراير/شباط 2024، إن أكثر من 2000 شاحنة مساعدات موجودة على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يعاني الغزيون، لا سيما في شمال القطاع، من مجاعة قاسية، أسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص.
جرائم الاحتلال في غزة
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه حصيلة شهداء حرب الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 5 أشهر، إلى "29 ألفاً و954، و70 ألفاً و325 مصاباً.
التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، قال إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 76 شهيداً و110 مصابين، خلال الـ24 ساعة الماضية".
فيما أوضحت الوزارة، أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقا، يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم".
كانت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة، أمس، لعدد ضحايا الحرب الإسرائيلية بلغت "29 ألفاً و878 شهيداً و70 ألفاً و215 مصاباً".
وإلى جانب الضحايا، خلفت الحرب دماراً هائلاً في المنازل والبنى التحتية والمستشفيات، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للمرة الأولى بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".