أعلن "حزب الله" اللبناني، الإثنين 26 فبراير/ شباط 2024، إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز "هرمز 450" بصاروخ أرض-جو فوق منطقة إقليم التفاح جنوب لبنان، وهي العملية التي وصفها خبراء، بأنها "استراتيجية"؛ بالنظر إلى الأهمية الكبيرة لها.
في بيان له، قال الحزب إن "وحدة الدفاع الجوي (في الحزب) قامت عند الساعة الـ9:20 (7:20 ت.غ) من صباح الإثنين، بإسقاط مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمز 450 بصاروخ أرض/جو فوق منطقة إقليم التفاح، وقد شوهدت وهي تسقط بالعين المجردة".
وأكد الحزب في بيانه، أن أعين مقاتليه "ستبقى ساهرة وستواصل تصدّيها لطائرات العدو ومنعها من تحقيق أهدافها العدوانية".
وتداول ناشطون ووسائل إعلام لبنانية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر "سقوط طائرة مسيّرة إسرائيلية" فوق جنوب لبنان.
ما هي مسيرة " هرمز 450″ وما خصائصها؟
سلط تقرير لقناة "المنار" اللبنانية، المقربة من "حزب الله"، الضوء على المسيرة الإسرائيلية، كما نقل تصريح لخبير أمني لبناني بشأن العملية قال فيه إن "توقيت اسقاط هذه الطائرة له أهمية استراتيجية هامة جداً، تُفهم العدو أن هذه المقاومة تملك ما تفاجئ به العدو".
وذكر التقرير أنها "طائرة من دون طيار مصممة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي، وهي من الحجم المتوسط، حيث يمكنها العمل بشكل متواصل لمدة 20 ساعة".
كما كشف أن الشركة المصنعة لها هي شركة "السهم الفضي"، التابعة لأنظمة "إلبيت إسرائيل"، ثالث أكبر الطائرات بدون طيار UAV (من عائلة هرمز، التي تضم أيضاً هرمز 90، وهرمز 180، وهرمز في 1500).
بخصوص قدرات هذه الطائرة، يقول التقرير إنها تستطيع تحمُّل حمولة وزنها 150 كغم، والبقاء في الجو 20 ساعة لمدة تصل إلى 18000 قدم، وتبلغ قدرة محركها الذي تصنعه شركة UEL البريطانية 52 حصاناً.
بخصوص قدراتها التجسسية، فإن هذه الطائرة مجهزة "بمعدات كهربائية وبصرية للرؤية الاعتيادية، إضافة إلى الأشعة تحت الحمراء والرادار الموضعي الذي يمكنها من التقاط صور خلال الليل والأحوال الجوية السيئة"، وفق تقرير القناة.
كما "تعمل الطائرة على بث الصور والمعلومات التي تجمعها إلى محطة أرضية بشكل مباشر وبدون فارق في الوقت، وتقوم باعتراض الإشارات اللاسلكية بجميع انواعها وتنقلها لمحطة ومقر وكالة الأمن القومي الإسرائيلي (SIGINT)".
إلى جانب ذلك، تستطيع هذه الطائرة حمل أنواع مختلفة من الصواريخ والقنابل وإطلاقها سواء بطريقة الإطلاق الرأسي أو بطريقة شبه موجهة.
ضربات إسرائيلية في عمق لبنان
في وقت سابقٍ الإثنين، شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على قضاء بعلبك في البقاع الشمالي من لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ بدء التصعيد على جانبي الحدود.
يأتي ذلك بعد إعلان "حزب الله٫ إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع "هرمز 450" بصاروخ أرض/جو فوق منطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان.
الجيش الإسرائيلي قال في بيان له، إنه قصف أهدافاً لـ"حزب الله" في "عمق لبنان"، وأعقب ذلك دوي صفارات الإنذار في عدة بلدات إسرائيلية قرب الحدود؛ وذلك بعد وقت وجيز من إسقاط المسيّرة الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.
"حادث خطير للغاية"
وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن إسقاط "حزب الله" الطائرة المسيرة "حادث خطير للغاية"، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه رد على الحادث بضرب أهداف تابعة لـ"حزب الله" في عمق لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة "مقلاع داود" اعترضت صاروخ أرض/جو، تم إطلاقه باتجاه طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو كانت تحلّق فوق الأراضي اللبنانية.
وأضاف أنه "تم تفعيل إنذار بشأن إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ في منطقة ألون تافور عقب إطلاق الصاروخ الاعتراضي".
الجيش الإسرائيلي أشار إلى أنه "وبعد ذلك بقليل، تم إطلاق صاروخ آخر باتجاه القطعة الجوية، أسفر عن إصابتها وسقوطها داخل الأراضي اللبنانية".
في السياق، أعلن "حزب الله" أيضاً استهدافه، فجر الإثنين، "قوة إسرائيلية في موقع البغدادي ومحيطه بالأسلحة الصاروخية"، وتحقيق "إصابة مباشرة".
يشار إلى أنه على وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي، بوتيرة يومية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفاً متقطعاً؛ أسفر عن قتلى وجرحى من الجانبين، إضافة إلى ضحايا بين المدنيين اللبنانيين.
وتصاعدت مؤخراً تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو "حزب الله" بعيداً عن الحدود مع شمال إسرائيل.
والأحد، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في كلمة مصورة، بتكثيف قصف "حزب الله" حتى لو تم التوصل إلى هدنة مؤقتة مع "حماس" في حربها على قطاع غزة، برعاية عدة دول إقليمية وغربية.
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمّرة على قطاع غزة، أدت إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.