أُعجبت بتغريدة تدعو لـ”ذبح الناس بغزة”.. نيويورك تايمز تحقق مع صحفية متورطة في الدعاية لإسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/26 الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/26 الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش
مقر صحيفة نيويورك تايمز/ رويترز

تجري صحيفة "The New York Times" الأمريكية تحقيقاً مع صحفية إسرائيلية مستقلة تُدعى أنات شوارتز، بعد أن أعجبت مراراً بتغريدات على منصة "إكس" تنطوي على تحيز فج لتأييد إسرائيل، ومنها  تغريدات حثَّت على تحويل غزة إلى "مسلخ" لأهلها.

إذ قالت دانييل رودس ها، المتحدثة باسم الصحيفة الأمريكية، في بيان: "نحن نعلم أن صحفية مستقلة تعمل معنا من إسرائيل قد أبدت إعجابها بمنشورات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي"، و"نحن نعدُّ الإعجاب بهذه المنشورات انتهاكات غير مقبولة لسياسة شركتنا. لذا فنحن نراجع الأمر حالياً".

جاء هذا البيان بعد أن اكتشف أحد مستخدمي موقع إكس أن شوارتز أعجبت بعديدٍ من المنشورات المنحازة لتأييد إسرائيل، مثل تغريدة على حساب رسمي إسرائيلي زعمت أن حماس قطعت رؤوس عشرات الأطفال خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول. 

إلا أن إسرائيل لم تقدم أي دليل على هذا الادعاء، وزعمت أن التحقيق فيه ينطوي على "قلة احترام للقتلى".

أما أكثر التغريدات التي "أُعجبت بها" فظاعة، فهي تغريدة للصحفي الإسرائيلي ديفيد فيرثايم، نشرها بعد وقت قصير من هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتشير ترجمتها التلقائية عن العبرية إلى أنه كتب فيها أنه إذا لم تُعد حماس المحتجزين الإسرائيليين لديها، فعلى إسرائيل أن تحوِّل قطاع غزة إلى "مسلخ"، وحثَّ فيرثايم القوات الإسرائيلية على المضي في طريقها بالقول: "انتهكوا كل الضوابط في سبيل النصر".

يأتي ذلك فيما يفترض أن سياسات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي في صحيفة "نيويورك تايمز" تحذر الصحفيين من التعاطي أو إبداء الإعجابات مع أي من المنشورات "التي تعبر عن آراء حزبية، أو تروج لآراء سياسية، أو تؤيد مرشحين، أو تدلي بتعليقات مسيئة، أو تفعل أي شيء يقوض السمعة الصحفية لصحيفة (نيويورك تايمز)". وقد لاحظ مستخدمون على موقع إكس، يوم السبت 24 فبراير/شباط، أن شوارتز ألغت تنشيط حسابها مدة وجيزة لإزالة "إعجابات".

من جهة أخرى، تشير صفحة شوارتز على موقع "لينكد إن" إلى أنها تعمل حالياً مخرجة وكاتبة سيناريو في KAN، وهي وسيلة إعلام إسرائيلية مملوكة للدولة.

مقالات أنات شوارتز

بدأت أنات شوارتز تقديم التقارير لصحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر/تشرين الثاني، وركزت في قصصها الصحفية على ما وصفته إسرائيل بردِّها العسكري على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

كان أبرز مقال لها هو تقرير مشترك يتناول بالتفصيل جرائم العنف الجنسي التي زُعم أن حماس ارتكبتها خلال هجومها على القواعد العسكرية والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة. 

إلا أن التقرير أثار انتقادات داخلية من موظفين بالصحيفة الأمريكية شككوا في صحة مزاعمه، وقال موقع The Intercept الاستقصائي الأمريكي إن ذلك دفع الصحيفة إلى التراجع عن بثِّ حلقة بودكاست من برنامج The Daily podcast كان يستند محتواها إلى التقرير الأصلي الذي نشرته الصحفية الإسرائيلية.

إذ قالت مصادر في غرفة أخبار الصحيفة لموقع "The Intercept" الاستقصائي الأمريكي، الأحد 28 يناير/كانون الثاني، إن هذا التخلي عن الحلقة قد جاء في سياق عاصفة من الجدل الداخلي والتشكيك الغاضب في قوة التقارير الأصلية التي اعتمدت عليها الصحيفة في إعداد حلقتها عن هذا الموضوع.

كان من المقرر عرض الحلقة في 9 يناير/كانون الثاني، وقد استندت في إعدادها إلى تقرير بارز كتبه الصحفي الحاصل على جائزة "بوليتزر"، جيفري جيتلمان، ويدعي فيه أن حماس استخدمت العنف الجنسي استخداماً منهجياً، واستعملته سلاحاً لها في طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

صاحبت الإعلان عن التقرير قُبيل نشره في البداية إشادة من رئيس تحرير الصحيفة، جو كان، أعرب عنها في رسالة بريد إلكتروني إلى غرفة الأخبار، ووصف القصة بأنها نموذج على "أرقى طراز ممكن" من التقارير المؤسسية للصحيفة.

لكن رسالة الإشادة بالحلقة، حسب توضيح الصحيفة، جاءت تقريباً في الوقت نفسه الذي صدرت فيه رسالة أخرى من أحد الموظفين تحث موظفي "التايمز" على عدم انتقاد بعضهم بعضاً في تطبيق التواصل الداخلي للشركة. 

فيما أدرك عديد من المراسلين والمحررين أن هذا التوجيه إشارة إلى نقاش داخلي محتدم يعتمل بشأن القصة، وفي سياق معركة متجددة من النقاشات التي تتفاعل بوتيرة تكاد تكون يومية بشأن فحوى تغطية "نيويورك تايمز" للحرب في غزة.

تحميل المزيد