ذكر موقع Walla العبري في تقريره يوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت قال خلال مقابلة مع موقع The National قبل أيام، إن إسرائيل لا تملك القنابل والطائرات القوية بما يكفي للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وأوضح أولمرت: "نستطيع تدمير مقارهم الرئيسية، ومشروعاتهم المهمة، والسكك الحديدية، والطرق، والمطارات. تستطيع إسرائيل أن تتسبب في الكثير من الضرر للبنية التحتية الإيرانية، لكنها لا تملك الوسائل لتدمير البرنامج النووي الإيراني".
البرنامج النووي الإيراني معضلة لإسرائيل
قال أولمرت خلال المقابلة إن "منشآت البرنامج النووي الإيراني، تقع على عمق 50 متراً أو 60 متراً تحت الأرض، ولذلك فهي حصينة تقريباً أمام أي هجوم عسكري من الجو".
كذلك أوضح ألمرت أن الطائرات الشبحية إف-35 إيه لن تكون قادرة على الوصول إلى إيران لاستهداف البرنامج النووي الإيراني والعودة، لأن إسرائيل لا تملك ما يكفي من طائرات إعادة ملء الوقود جواً. حيث تقع المواقع العسكرية المهمة لإيران، مثل بندر عباس، على مسافة 2000 كيلومتر، وهي مسافة لن تسمح بتنفيذ الهجوم. فضلاً عن ذلك، تقول تحليلات الموقع إن طائرات إف-15 وإف-16 سوف تجد صعوبة في الصمود في حالة اندلاع حرب مطولة مع إيران، بسبب الافتقار إلى خزانات الوقود، وذلك في حال استهداف البرنامج النووي الإيراني.
ورداً على هذه الكلمات، قال المقدم بيتر ليرنر، المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلية: "لدينا الثقة الكاملة في قدراتنا على التعامل مع كافة التهديدات في المنطقة".
خلال المقابلة، أكد أولمرت على موقفه القائل بأن حل الدولتين يجب أن يُستأنف السعي وراء تحقيقه، وشدد على وجود فرصة الآن لإحراز تقدم كبير تجاهه.
وفيما يتعلق بحزب الله، قال أولمرت إن الحزب أدرك أن خطاب القيادة الإسرائيلية يمتلئ بالكلمات الرنانة، لكن أداءها محدود، ولذلك زحف مرة أخرى إلى الحدود الشمالية. وحذر من احتمالية أن يكون حزب الله حفر أنفاقاً كان يخطط أن تسمح له باختراق إسرائيل. ودعا أولمرت إلى وقف إطلاق نار في غزة، متهماً نتنياهو بأنه على استعداد، من أجل أن ينجو، "للتضحية بالمصلحة القومية، ودفع الثمن بأرواح الأسرى والجنود".
في سياق متصل، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن حزب الله في لبنان يقوم منذ الثمانينيات، بمساعدة من كوريا الشمالية، ببناء نظام دفاعي تحت الأرض؛ تحسباً لغزو إسرائيلي، وبالفعل أنشأ شبكة عسكرية تحت الأرض أكثر تطوراً من تلك الموجودة في قطاع غزة، يبلغ طولها مئات من الكيلومترات ولها تشعبات تصل إلى إسرائيل وربما تصل إلى سوريا.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم لورانس ديفرانو- أن حزب الله عندما أعلن دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع بداية القصف الإسرائيلي لغزة، بث على منصة "إكس" مقطع فيديو يمثل كابوساً لإسرائيل، وهو عبارة عن هجوم وهمي في الجليل تنفذه وحدة النخبة "الرضوان" عبر نفق من لبنان.
وذكرت الصحيفة أن الجماعات الفلسطينية التي لجأت إلى لبنان في وقت مبكر من الستينيات، بدأت في الحفر عندما كانت تنفذ هجمات صاروخية وتوغلات في شمال إسرائيل، وأن حزب الله تولى المهمة من بعدها، حسب الجنرال أوليفيه باسو الباحث المساعد في معهد البحوث الاستراتيجية التابع للمدرسة العسكرية ورئيس الاتصال السابق لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وأوضح الجنرال باسو أن الحفر في جنوب لبنان ليس مثل الحفر في الرمال ووضع الخرسانة كما فعلت حماس لإنشاء "مترو غزة"، الذي يقارب ألف كيلومتر من الأنفاق، بل إن الحفر في جنوب لبنان هو حفر الصخور يدوياً بآلات ثقب أو آلات هيدروليكية، وتشير التقديرات إلى أن كل عامل يستطيع في المتوسط حوالي حفر 15 متراً شهرياً.
تفاصيل مفاوضات أمريكا وإيران حول البرنامج النووي الإيراني
كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد سبق أن نقلت عن مسؤولين من ثلاث دول قولهم إن "إدارة بايدن تتفاوض بهدوء مع إيران للحد من برنامج طهران النووي والإفراج عن الأمريكيين المسجونين، وهو جزء من جهد أمريكي أكبر لتخفيف التوترات وتقليل مخاطر المواجهة العسكرية مع إيران".
بعد تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الهدف الأمريكي الحالي هو التوصل إلى اتفاق غير رسمي وغير مكتوب، والذي يسميه بعض المسؤولين الإيرانيين "وقف إطلاق النار السياسي"، حسبما ورد في تقرير لموقع فرانس 24.
ويهدف إلى منع المزيد من التصعيد في علاقة عدائية طويلة الأمد، والتي أصبحت أكثر خطورة مع تكديس إيران لمخزون من اليورانيوم عالي التخصيب بالقرب من درجة النقاوة اللازمة لصنع قنبلة ذرية، كما تزود طهران روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا وتشن حملة صارمة ضد الاحتجاجات السياسية المحلية.
يمكن وصف هذه الخطوات بأنها "تفاهم" بدلاً من اتفاقية تتطلب مراجعة من قِبل الكونغرس الأمريكي، مثل اتفاقية عام 2015 التي تخلى عنها الرئيس دونالد ترامب في عام 2018.
وقال مسؤول إيراني: "أطلق عليه ما تريد، سواء كان اتفاقاً مؤقتاً أو تفاهماً مشتركاً، ولكن في كل الأحوال يريد الطرفان منع المزيد من التصعيد".
وأوضح أن ذلك في المقام الأول "سيشمل تبادلاً للأسرى وإطلاق جزء من الأصول الإيرانية المجمدة".
وقال إن الخطوات الأخرى قد تشمل إعفاءات من العقوبات الأمريكية لإيران لتصدير النفط مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وتعاون إيراني أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، ركزت إحدى الرسائل الرئيسية من الولايات المتحدة على الردع. وقالت المصادر إن الولايات المتحدة أوضحت أن إيران ستدفع ثمناً باهظاً إذا مضت قدماً في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% – وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي، وفقاً لما ورد في موقع axios الأمريكي.
ويقول موقع نور نيوز الإيراني المقرب من مجلس الأمن القومي إن البيت الأبيض يظهر "إشارات إيجابية لتغيير توجهه تجاه إيران في الأشهر القليلة الماضية".
وإثارة هذه القضية من قِبل وسيلتين إعلاميتين أمريكيتين معروفتين بعلاقتهما بالوكالات السياسية والأمنية الأمريكية، تُظهر أن البيت الأبيض يسعى لنقل إشارات إيجابية والعودة إلى طاولة المفاوضات التي لم تتركها إيران أبداً".
انتقادات إيرانية لإسرائيل
يأتي ذلك في الوقت الذي تتهم إسرائيل إيران بدعم حزب الله في لبنان، ما يدفعه للاشتباك المسلح مع إسرائيل في الأراضي المحتلة، في المقابل يقول ممثل إيران لدى محكمة العدل الدولية، إن نظام الفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية "يهدد السلم والأمن الدوليين". جاء ذلك في كلمة خلال جلسات استماع تعقدها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي، بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم آراء استشارية بخصوص التبعات القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي جلسة الاستماع، أفاد ممثل طهران بأن "إسرائيل مستمرة في حرمان الفلسطينيين من حق العودة للعيش في وطنهم الأصلي". وأوضح أن "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي يعد جريمة تجاه الكرامة الإنسانية، وانتهاكاً لحقوق الإنسان، وتهديداً للسلم والأمن الدوليين".
وطالب ممثل إيران محكمة العدل الدولية بـ"تذكير دول العالم بالتزامها بعدم التعاون مع إسرائيل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً"، كونها دولة احتلال. كما طالب المحكمة بدعوة دول العالم إلى "التعاون لإنهاء انتهاك إسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى الخميس، "29 ألفاً و410 شهداء و69 ألفاً و465 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.