اقتحم عدد من المزارعين الفرنسيين الغاضبين، السبت 24 فبراير/شباط 2024، معرضاً زراعياً بارزاً في باريس، قبيل زيارة مزمعة للرئيس إيمانويل ماكرون للمعرض، وسط حالة من الغضب بشأن التكاليف والبيروقراطية واللوائح.
وفي مواجهة العشرات من رجال الشرطة داخل المعرض، صرخ المزارعون وأطلقوا صيحات استهجان، مطالبين باستقالة ماكرون، مع استخدام شتائم تستهدف الرئيس.
ومن المقرر أن يتجول ماكرون، الذي يتناول الإفطار مع زعماء نقابات المزارعين الفرنسية، داخل أروقة المعرض المتخصص في الزراعة بعد ذلك.
وألغى ماكرون مناظرة كان يرغب في عقدها في المعرض الزراعي مع المزارعين ومصنعي الأغذية وتجار التجزئة، بعد أن قالت نقابات المزارعين إنها لن تشارك.
ويحتج المزارعون في أنحاء أوروبا، مطالبين بدخل أفضل والحد من البيروقراطية، كما يشكون من المنافسة غير العادلة من السلع الأوكرانية منخفضة التكلفة. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعفى الواردات الغذائية الأوكرانية من الرسوم الجمركية في عام 2022 لدعم اقتصاد البلاد بعد الغزو الروسي.
مزارعون فرنسيون يحتجون
وانطلقت الاحتجاجات بشكل أوسع نتيجة عدم رضا المزارعين عن إعلان رئيس الوزراء غابرييل أتال، إلغاء زيادة في ضريبة الوقود الزراعي تدريجياً بمقدار 0.03 يورو سنوياً حتى عام 2030، وهو ما لم يلبّ سقف مطالبهم.
ويطالب المزارعون بأجور أفضل، وتبسيط الإجراءات الإدارية وعدم فرض حظر جديد على المبيدات الحشرية، ووضع حد لارتفاع أسعار وقود الجرارات، وتحسين التعويضات الحكومية بعد الكوارث.
ويهدف المزارعون من وراء ذلك لممارسة الضغط على الحكومة مع نقل التحرك إلى باريس وعدة مدن كبيرة مثل ليون.
وفي وقت سابق دعا رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، في كلمة أمام البرلمان إلى "استثناء زراعي فرنسي" في إجراءات الاتحاد الأوروبي بخصوص البيئة، والتي يقول المزارعون إنها أضرت بهم، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وتشهد دول أوروبية أخرى احتجاجات مماثلة للمزارعين، شملت إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا ورومانيا، انتقاداً للوائح الاتحاد الأوروبي بخصوص مبادرة "الصفقة الخضراء" وسياستها الزراعية المشتركة.
وتهدف صفقة الاتحاد الأوروبي، التي أُعلن عنها في 2019، إلى تحقيق الحياد المناخي وخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050، وبدأت احتجاجات المزارعين قبل أسابيع، عندما أغلق المتظاهرون طرقاً سريعة في جنوب غربي فرنسا.