قالت سويلا برافرمان، عضو البرلمان البريطاني ووزير الداخلية السابقة، إن الإسلاميين أصبحوا الآن يتولون زمام الأمور في بريطانيا، بعد أن اعترف السير ليندسي هويل، رئيس مجلس العموم البريطاني، بأنه كان مخطئاً في تجاهل البروتوكول بشأن التهديدات الأمنية للنواب.
وفي مقال نشرته صحيفة Telegraph البريطانية، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2024، قالت برافرمان إن بريطانيا "تسير نائمةً نحو مجتمع منعزل" يهدِّد حرية التعبير.
وتأتي تعليقاتها بعد يوم واحد من إثارة السير ليندسي هويل رد فعل غاضب على التصويت على وقف إطلاق النار في غزة من خلال السماح بالتصويت على تعديل حزب العمال، ما أدى إلى اتهامه بأنه استسلم للمتطرفين.
وقال السير ليندسي إنه خرق التقليد الذي اتُّبِعَ في السماح للنواب بالتصويت على أوسع نطاق ممكن من التعديلات، مشيراً إلى التهديدات التي تلقاها السياسيون بشأن موقفهم من إسرائيل وغزة.
والخميس، اعترف السير ليندسي بأنه اتخذ "قراراً خاطئاً" في جهوده لحماية النواب، بينما كان يكافح من أجل الحفاظ على منصبه.
ومع ذلك، حذّر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الخميس، من أن تغيير إجراءات مجلس العموم بالطريقة التي يخاطر بها السير ليندسي تقوِّض الديمقراطية وتستسلم للترهيب من جانب المتطرفين.
واتهمت برافرمان، التي أقالها سوناك بعد أن اتهمت الشرطة بـ"ممارسة المحاباة" مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال، بـ"التورط" مع المتطرفين و"احتجاز رئيس مجلس العموم كرهينة" بـ"صفقة قذرة خلف الكواليس" بشأن تعديل حزب العمال.
وكتبت: "الحقيقة هي أن الإسلاميين والمتطرفين ومناهضي السامية هم المسؤولون الآن. لقد قاموا بتخويف حزب العمال، وتسلطوا على مؤسساتنا، والآن يقومون بترهيب بلدنا لإجباره على الخضوع"، على حد قولها.
واتهمت وزيرة الداخلية السابقة الزعماء السياسيين بـ"دفن رؤوسهم في الرمال"، مفضلين الإيمان بـ"وهم" المجتمع الناجح متعدد الثقافات والبقاء مرعوبين من أن يُطلَق عليهم وصفهم بالعنصريين إذا تحدوا الإسلاميين.
وقال سوناك، الخميس، إنه يعتبر هذه المشاهد في مجلس العموم "مُقلِقةً للغاية"، مضيفاً: "أعتقد أن النقطة المهمة هنا هي أنه لا ينبغي لنا أبداً أن نسمح للمتطرفين بترهيبنا لتغيير الطريقة التي يعمل بها البرلمان".
وبحلول مساء الخميس، كان أكثر من 67 نائباً قد وقَّعوا على اقتراح بإعلان حجب الثقة عن السير ليندسي. ويحاول ستيفن فلين، زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في مجلس العموم، وبعض متمردي حزب المحافظين إطاحة رئيس مجلس العموم من خلال فرض تصويت بحجب الثقة.
وفي اعتذاره إلى مجلس العموم، الخميس، قال رئيس مجلس العموم: "أنا مذنب لأن… عليّ واجب أقوم به لحماية الناس".
وجاء تعليقه وسط قلقٍ متزايد على سلامة النواب الذين تعرَّض بعضهم للتهديد وواجهوا احتجاجات أمام منازلهم.
وزعمت برافرمان أنه رغم أنها ربما أُقيلَت من منصب وزيرة الداخلية بسبب تحدثها علناً ضد ما وصفته باسترضاء الإسلاميين، فقد قالت إنها ستفعل ذلك مرة أخرى.
وهذا، بحسب قولها، "لأننا بحاجة إلى أن نتيقظ إلى ما نسير إليه أثناء نومنا: مجتمع معزول تُضعَف فيه حرية التعبير والقيم البريطانية". وقالت: "حيثما تطبَّق الشريعة الإسلامية، يسيطر الغوغاء الإسلاميون ومناهضو السامية على المجتمعات".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى التغلب على الخوف من أن نُوصَف برهاب الإسلام وأن نتحدَّث بصدق. كفى تصفيقاً واعتذاراً. إن غض الطرف عن المتعصبين أوصلنا إلى هذا الوضع الرهيب. ينبغي أن يتوقف هذا".