نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة 23 فبراير/شباط 2024، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لا يزال بعيد المنال"، مؤكدين أن معظم شبكة أنفاق حماس لا تزال سليمة.
مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب البروتوكول العسكري، وقال إن إسرائيل منخرطة في مهمة شاملة لكشف القدرات العسكرية لحماس.
وشنّت إسرائيل هجومها على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية رداً على الانتهاكات الإسرائيلية، والذي قُتل فيه ما يقدّر بنحو 1400 شخص، أو احتجزت المقاومة أسرى إسرائيليين.
ومنذ ذلك الحين، تؤكد إسرائيل أنها قتلت أكثر من 10 آلاف مقاوم، لكنها لم توضح كيف تحسب العدد، ويقول المحللون إنه من الصعب الحصول على رقم دقيق في ظل فوضى الحرب، وفقاً للصحيفة.
بينما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى إن "جيش الاحتلال فكك الهيكل القيادي لـ18 كتيبة من كتائب حماس، البالغ عددها 24 كتيبة في غزة، ما أسفر عن مقتل قادة ونواب قادة وضباط آخرين، مما جعل الوحدات غير فعالة فعلياً".
لكن الآلاف من مقاتلي حماس، الملحقين بالكتائب المتبقية، أو الذين يعملون بشكل مستقل، ما زالوا فوق الأرض وتحتها، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين.
ولم تكشف حماس سوى القليل عن خسائرها، على الرغم من أنها أعربت عن حزنها العلني على مقتل اثنين من كبار قادتها على الأقل، أيمن نوفل وأحمد الغندور. وتصدر الحركة بانتظام بيانات تقول إنها ضربت جنوداً إسرائيليين في أنحاء القطاع.
إذ قال يوسف حمدان، ممثل حماس في الجزائر، هذا الشهر: "إن المقاومة لا تزال قادرة على إلحاق الألم بالعدو".
محللون إسرائيليون أضافوا أيضاً أنه خلال القتال الأخير في غزة، تجنبت حماس المواجهات المباشرة مع الوحدات الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل علامة ضعف.
لكن خبراء آخرين يقولون إن حماس لديها سبب وراء هذه الاستراتيجية، وطبقاً للمسؤولين الغربيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً عن هذه المسألة، "فإن قيادة حماس تعتقد أنه إذا نجا أي قدر كبير من قوتها العسكرية من الحرب، فسوف يمثل ذلك النصر".
شمال غزة
وفي شمال غزة، قال العقيد نوشي ماندل، رئيس أركان لواء ناحال، الذي يعمل في شمال غزة: "لم تُهزم حماس بشكل كامل في شمال القطاع"، "لقد أنجزنا الكثير من العمل، ولكن لا يزال هناك المزيد للقيام به".
ماندل أضاف أن جيش الاحتلال عاد هذا الشهر إلى محيط مستشفى الشفاء، الذي كان مسرحاً لقتال عنيف في نوفمبر/تشرين الثاني، لمحاربة المقاومة الذين أعادوا تجميع صفوفهم في المنطقة، وسيعود إلى أجزاء أخرى من الشمال في الأسابيع المقبلة.
فيما قال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن "القوات الإسرائيلية ستواصل على الأرجح اجتياح شمال غزة لإخماد تمرد حماس في المستقبل المنظور، على الأقل حتى يتم التوصل إلى نوع من التسوية السياسية لغزة ما بعد الحرب".
خان يونس
منذ انهيار وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس في أوائل ديسمبر/كانون الأول، تقدمت القوات الإسرائيلية عبر مدينة خان يونس الجنوبية – واتجهت غرباً نحو البحر الأبيض المتوسط. وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون "إن المدينة كانت واحدة من أهم مراكز النشاط العسكري لحماس".
وقال مسؤول المخابرات إن القوات الإسرائيلية تستهدف شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحركة حماس داخل المدينة وما حولها. وأضاف المسؤول أن العديد من مراكز القيادة الرئيسية تحت الأرض قد دمرت، لكن معظم شبكة الأنفاق ظلت سليمة.
محللون عسكريون أوضحوا أن "مقاتلي حماس تجنبوا بشكل واضح المواجهات مع الجيش في خان يونس، على أمل الصمود أكثر من خصومهم في مناطقهم الآمنة تحت الأرض".
من جانبه، قال عاموس هاريل، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، إن "الجيش يتصرف بشكل عدواني للغاية هناك دون أن يواجه منافسة كبيرة من الجانب الآخر".
خلال الشهر الماضي، ركزت القوات الإسرائيلية على الطرف الغربي لخان يونس، الذي يضم مجمعين طبيين رئيسيين – الأمل ومركز الناصر الطبي – من أجل استهداف ما وصفه المسؤولون بآخر معاقل مقاومة حماس المنظمة في المنطقة.