اكتشف اثنان من أعضاء اللجنة الفرعية للأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي مؤخراً، أنَّ قراصنة الإنترنت شنّوا هجمات ببرامج تجسس على هواتفهما، وهو ما كان من الممكن أن يمنحهم وصولاً لمحتويات شديدة الحساسية من خلال ميكروفونات الهواتف، والكاميرات، والتطبيقات الأخرى. كما استُهدِف أحد موظفي اللجنة، وهو ما ألقى بالمسؤولية على البرلمان الأوروبي لمواجهة مثل هذه المحاولات، وفق ما قال موقع The Daily Beast الأمريكي في تقريره يوم الخميس 22 فبراير/شباط 2024.
وأكد متحدث باسم البرلمان الأوروبي هذا الاكتشاف بشأن برامج التجسس لموقع The Daily Beast يوم الخميس 22 فبراير/شباط. وقال المتحدث إنَّ البرلمان الأوروبي يولي "اهتماماً خاصاً" باللجنة الفرعية وموظفيها، نظراً لطبيعة أعمالها، وستُتاح الفرصة لكل فرد في اللجنة لإخضاع أجهزته للفحص؛ بحثاً عن برامج تجسس.
البرلمان الأوروبي يواجه اختراق قراصنة هواتف الأعضاء
صرّح المتحدث الرسمي، باسم البرلمان الأوروبي لموقع The Daily Beast، "في السياق الجيوسياسي الحالي، ونظراً لطبيعة الملفات التي تتابعها اللجنة الفرعية للأمن والدفاع، نولي اهتماماً خاصاً بأجهزة أعضاء هذه اللجنة الفرعية والموظفين الداعمين لعملها".
ووفقاً لتقرير مجلة Politico، استهدف القراصنة الإلكترونيون رئيسة اللجنة الفرعية للدفاع، العضو الفرنسي في البرلمان الأوروبي، ناتالي لوازو، وكذلك النائبة البلغارية وعضو اللجنة الفرعية إيلينا يونشيفا. ولم يرد المُشرِّعون على الفور على طلب للتعليق.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي يحاول فيه البرلمان الأوروبي اللحاق بركب الأمن السيبراني قبل الانتخابات المقررة في يونيو/حزيران. ومن المعروف أنَّ الحماية من برامج التجسس أمر بالغ الصعوبة، إذ يمكن للقراصنة الإلكترونيين اختراق هواتف الضحايا باستخدام برامج ضارة، قادرة على إصابة الهواتف دون أن يضطر الضحية إلى النقر فوق أي شيء.
ويخوض قسم تكنولوجيا المعلومات في البرلمان الأوروبي معركة شاقة، في محاولة لإعداد البرلمان للانتخابات والحماية من الجهات الفاعلة الخبيثة على مدار العام. وفي العام الماضي، أصدرت الوزارة مراجعة داخلية، وجدت أنَّ الأمن السيبراني للبرلمان "لم يستوفِ بعد معايير الصناعة"، و"لا يتماشى بالكامل مع مستوى التهديد" للقراصنة الأجانب، وفقاً لتقرير Politico.
وصارت الدول الأعضاء الآن في حالة تأهب قصوى لعمليات القرصنة أو عمليات التضليل المعلوماتي التي قد تتداخل مع الانتخابات في الأيام المقبلة. وتجري كل دولة عضو الانتخابات بشكل فردي لكن في وقت واحد، بالاعتماد على أنظمة وضمانات مختلفة. وقد يؤدي ذلك إلى توليد عاصفة كاملة يمكن فيها للجهات الفاعلة الأجنبية الخبيثة أن تتدخل، أو تخلق مظهراً يوحي بالتدخل؛ لتعيث الفوضى في العملية برمتها.
ويسلط التقرير، الصادر عن قسم تكنولوجيا المعلومات، الضوء على مجالات مختلفة مثيرة للقلق، بما في ذلك الهجمات التي يمكن أن تؤثر في المناقشات السياسية أو أنظمة التصويت أو البرلمان أو عمليات التضليل المعلوماتي.
الكشف عن هجمات برنامج التجسس
قال جون سكوت رايلتون، الباحث البارز في Citizen Lab، الذي يعمل على الكشف عن هجمات برنامج التجسس "بيغاسوس" الجديدة حول العالم، لموقع The Daily Beast، إنَّ السياسيين بحاجة إلى القيام بدورهم لحماية أجهزتهم ومؤسساتهم السياسية من أعين المتطفلين.
وأضاف: "الأمر الواضح بشكل عام، سواء كان ذلك في الانتخابات أو المؤسسات السياسية في جميع أنحاء العالم، هو أنَّ التهديد الآن أكبر مما يدركه معظم الناس، بما في ذلك معظم السياسيين".
ويرى سكوت رايلتون أنه من الواضح بالفعل أنَّ الضعف السيبراني في أوروبا "يشكل تهديداً مباشراً لقدرة المؤسسات الأوروبية على العمل والحفاظ على السرية عند الضرورة، وحماية مصادرها وعملياتها".
وتابع: "لا بد من محاسبة سياسية أوروبية بشأن مسألة برامج التجسس. والسؤال هو كم من الانتهاكات يجب أن تحدث قبل أن تتخذ مختلف المؤسسات الوطنية والأوروبية إجراءات جدية للتصدي لهذا".