شهد معبر رفح مساء الخميس 22 فبراير/شباط 2024، دخول شحنة من المساعدات الماليزية إلى قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من رئيس الوزراء الماليزي "أنور إبراهيم".
وأظهر فيديو وصل "عربي بوست" عدداً من الشاحنات تحمل شعار "جمعية إحسان الماليزية"، فيما أكد مصور الفيديو أن الشاحنات قد دخلت معبر رفح.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أحمد فهمي، إن السيسي أشاد في المكالمة الهاتفية مع أنور إبراهيم بحرص ماليزيا على المشاركة في تقديم المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع.
كما أشار فهمي إلى أن السيسي وإبراهيم توافقا على التشديد على خطورة أي تحركات عسكرية إضافية في قطاع غزة، في إشارة لنية الاحتلال اقتحام مدينة رفح، وذلك لما سيكون لها من عواقب كارثية على المأساة الإنسانية في غزة.
كما أكدا خلال الاتصال أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية والسياسية تجاه الدفع بجدية نحو الوقف الفوري لإطلاق النار، وتفعيل حل الدولتين، بحيث يمكن تجنب زيادة عوامل التوتر واتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما لمزيد من التقارب، خاصة على صعيد زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بالإضافة إلى مجالات التعاون الثقافي والتبادل التعليمي، وذلك في ضوء العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين.
الأمم المتحدة: "إبادة جماعية"
يأتي ذلك فيما اتهم مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إسرائيل بالسعي لمعاقبة الفلسطينيين جماعياً من خلال تجويعهم، وحذر من أن مستوى الجوع الذي تشهده غزة حالياً "غير مسبوق" ويمثل "إبادة جماعية".
وقال المقرر الأممي إنه لا يمكنه وصف مدى صعوبة الوضع اللاإنساني في قطاع غزة "فقد كنا نقول من قبل إن المجاعة على الأبواب، الآن لا أستغرب إذا قلنا إن المجاعة ستكون شاملة بحلول نهاية هذا الشهر (فبراير/شباط)".
واعتبر أنه "لا أحد يعلم إلى متى يمكن لسكان غزة الصمود على هذا الوضع، فالمساعدات التي تصل إليهم غير كافية لإبقائهم على قيد الحياة".
وحذر من أن مشكلة الجوع تتمثل في كونه "موتاً بطيئاً ومؤلماً، ويتواصل تأثيره لأشهر وسنوات بل عقود قادمة".
وأضاف موضحاً: "حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار اليوم، فإن الجوع سيؤثر سلباً على مستقبل أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة، 335 ألف طفل دون سن الخامسة من بين هؤلاء معرضون لخطر الإصابات الجسدية الدائمة (على المدى الطويل)، بما يشمل ضعف الإدراك".
وحذر من أن "مستوى الجوع الحالي في غزة لم نشهده سابقاً، حيث لم نرَ من قبل شعباً بأكمله يعاني من الجوع"، في إشارة إلى سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون شخص.
ولفت إلى أن معاناة سكان غزة "لا تقتصر على منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية، بل تُمارس أيضاً سياسات تهدف إلى تدمير النظام الغذائي للقطاع، مما يُعيق قدرة الفلسطينيين على إطعام أنفسهم".
وأفاد فخري أن استهداف المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك حرمانهم من الغذاء، هو جزء من سياسة إسرائيلية متعمدة تستهدف جميع الفلسطينيين، فالعديد من المسؤولين الإسرائيليين أدلوا مراراً وتكراراً بتصريحات تشي بذلك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".