قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في تقرير لها الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024، إن لهجة بايدن تغيّرت اليوم بالتزامن مع استعداد الاحتلال لعملية كبيرة في رفح، وهي عملية قد تُعقد جهود الإدارة الأمريكية لدفع اتفاق الرهائن، وانتقل من استعمال لغة "الهدنة" إلى لغة أخرى أكثر تصعيداً بالنسبة للاحتلال وهي "وقف إطلاق النار".
فقد ظل الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو إلى "هدنة" في حرب إسرائيل على حماس داخل قطاع غزة طيلة شهور، وذلك ضمن جهوده لتحرير الرهائن.
مصطلح "وقف إطلاق النار"
وبات بايدن يؤكد أكثر فأكثر، استخدام مصطلحٍ أكثر حزماً هو "وقف إطلاق النار"، بعد أن حرصت الإدارة في السابق، على تفادي استخدامه في البيانات الرسمية، لكن الإدارة تشدد على أن وقف إطلاق النار في غزة المذكور سيكون مؤقتاً فحسب.
ربما تؤكد الإدارة الأمريكية عدم تغيير سياستها، لكن لا يبدو أننا أمام مجرد تغيير لغوي بسيط. إذ إن البيانات الأخيرة لبايدن تجعله أقرب إلى مواقف العديد من قادة العالم الذين يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار، حيث انتقد كذلك أنشطة الجيش الإسرائيلي في غزة مؤخراً ووصفها بأنها "تجاوزت الحد".
علاوةً على أن تلك البيانات تُقربه إلى مواقف العديد من منتقديه داخل الحزب الديمقراطي بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وفي ظل المخاوف من أن دعم بايدن القوي لإسرائيل قد يكلفه أصوات الناخبين الأمريكيين العرب.
ولا بد من الإشارة إلى أن بايدن يواصل دعمه القوي لإسرائيل. إذ استخدمت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط، حق الفيتو للمرة الثالثة منذ بدء الحرب ضد مقترح يدعو إلى وقف إطلاق نارٍ فوري في غزة. كما يواصل الرئيس دفعه لحزمة مساعدات ضخمة لإسرائيل داخل الكونغرس.
تغير خطاب بايدن
لكن في ظل التقارير حول تزايد إحباط بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تغيّرت لهجة الرئيس كما ذكرنا سالفاً وأصبح أكثر حزماً في ما يتعلق بمطالبه من إسرائيل. حيث قال بايدن للمراسلين في الثامن من فبراير/شباط: "أنا أضغط بقوةٍ الآن من أجل اتفاق يشمل وقف إطلاق النار (للإفراج) عن الرهائن، وأعمل على هذا الاتفاق دون توقف كما تعلمون".
وواصل بايدن الحديث بهذه النغمة في خطابه يوم الـ16 من فبراير/شباط، عندما قال: "أدعو -وأنا مقتنع بذلك جداً- إلى ضرورة وقف إطلاق النار مؤقتاً لإخراج الرهائن. ويجري العمل على ذلك الآن. آمل أن ننجح". ولا شك في أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار -ولو مؤقتاً- تتناقض بوضوح مع تفاديه استخدام هذا المصطلح خلال المحادثات التي سبقت اتفاق الرهائن الأول في نوفمبر/تشرين الثاني -حين كان بايدن يستخدم مصطلح "هدنة".
وانعكس هذا التغيير الآن في مسودة مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، والذي دعت فيه للمرة الأولى إلى "وقف إطلاق النار"، رغم أن الصياغة الحذرة طالبت بوقف إطلاق نار مؤقت "في أقرب وقت ممكن عملياً". كما ربطت المسودة وقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن. وأعرب مشروع القرار المقترح كذلك عن معارضته للعملية الإسرائيلية في رفح. وقد ارتفعت حدة اللهجة الأمريكية في هذا السياق أيضاً. حيث حذرت وزارة الخارجية، مساء أمس، من أن شن عملية وسط الظروف الحالية، وفي وجود أكثر من مليون لاجئ داخل المدينة المتاخمة للحدود المصرية، سيؤدي إلى "كارثة".
لكن البيت الأبيض أكّد كما ذُكِرَ سالفاً، عدم وجود أي تغيير في السياسة المتعلقة بإسرائيل. وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن تغيير اللهجة يعكس جهود الإدارة المكثفة لدفع الهدنة في غزة لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع، وذلك في مقابل الإفراج عن المختطفين وتسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين داخل القطاع.