قالت 6 مصادر لرويترز، مساء الأربعاء 21 فبراير/ 2024، إن إيران زوّدت روسيا بمئات الصواريخ أرض-أرض الباليستية القوية، في خطوة تعزز التعاون العسكري بين البلدين الخاضعين للعقوبات الأمريكية.
وذكرت 3 مصادر إيرانية أن طهران وفرت حوالي 400 صاروخ تشمل العديد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من عائلة فاتح-110، مثل الصاروخ "ذو الفقار". ويقول الخبراء إن هذا الصاروخ المتنقل قادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 300 و700 كيلومتر.
وامتنعت وزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، عن التعليق. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب للتعليق.
فيما قال أحد المصادر الإيرانية إن الشحنات بدأت في أوائل يناير/كانون الثاني 2024، بعد إتمام الاتفاق في اجتماعات عُقدت أواخر العام الماضي بين مسؤولين عسكريين وأمنيين إيرانيين وروس في طهران وموسكو.
وأفاد مسؤول عسكري إيراني، طلب مثل المصادر الأخرى عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، بأنه كانت هناك 4 شحنات على الأقل من الصواريخ وسيكون هناك المزيد في الأسابيع المقبلة. وأحجم عن تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول إيراني كبير آخر إن بعض الصواريخ أُرسلت إلى روسيا عن طريق السفن عبر بحر قزوين، بينما تم نقل البعض الآخر جواً.
وذكر المسؤول الإيراني الثاني "سيكون هناك المزيد من الشحنات… ما من سبب يدعو لإخفاء الأمر. نستطيع تصدير الأسلحة إلى أي دولة نريد".
وانقضى أجل القيود التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على صادرات إيران لبعض الصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من التقنيات في أكتوبر/تشرين الأول. ومع ذلك، أبقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على العقوبات المفروضة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وسط مخاوف بشأن صادرات الأسلحة إلى وكلائها في الشرق الأوسط وروسيا.
كما أكد مصدر رابع مطلع على الأمر، أن روسيا تلقت عدداً كبيراً من الصواريخ من إيران مؤخراً، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكان جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قد أشار في أوائل يناير/كانون الثاني، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن موسكو تقترب من الحصول على صواريخ باليستية قصيرة المدى من طهران، بالإضافة إلى الصواريخ التي حصلت عليها بالفعل من كوريا الشمالية.
وقال مسؤول أمريكي لـ"رويترز" إن واشنطن رأت أدلة على أن المحادثات تتقدم بشكل نشط، لكن لا يوجد مؤشر بعد على تسليم شحنات.
التطورات على الساحة
وقال المدعي العام الأوكراني، الجمعة، إن الصواريخ الباليستية التي قدمتها كوريا الشمالية لروسيا أثبتت أنه لا يُعول عليها في ساحة المعركة، حيث أصاب صاروخان فقط من أصل 24 هدفيهما. ونفت موسكو وبيونغ يانغ إمداد كوريا الشمالية روسيا بالذخائر المستخدمة في أوكرانيا.
وعلى النقيض من ذلك، قال جيفري لويس، الخبير في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، إن عائلة صواريخ فاتح-110 وصواريخ ذو الفقار هي أسلحة دقيقة.
وأضاف لويس "إنها تُستخدم لاستهداف أشياء ذات قيمة عالية وتحتاج لإصابة دقيقة"، مضيفاً أن 400 رأس ذخيرة يمكن أن تسبب ضرراً جسيماً. لكنه أشار إلى أن القصف الروسي "وحشي جداً" بالفعل.
فيما قال مصدر عسكري أوكراني لرويترز إن كييف لم ترصد أي استخدام لصواريخ باليستية إيرانية من القوات الروسية. ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية على الفور على طلب رويترز للتعليق.
وأشار وزير الدفاع الأوكراني الأسبق أندريه زاهورودنيوك إلى أن روسيا تريد دعم ترسانتها الصاروخية، في وقت أدى فيه تأخر موافقة الكونغرس على حزمة كبيرة من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى معاناة أوكرانيا من نقص الذخيرة والمواد الأخرى.
وقال زاهورودنيوك، الذي يرأس مركز استراتيجيات الدفاع ومقره كييف، وهو مركز بحثي متخصص في الأمن يقدم المشورة للحكومة، "غياب الدعم الأمريكي يسفر عن قصور في الدفاع الجوي الأرضي في أوكرانيا. ولذلك يريدون (روسيا) بناء مخزون من الصواريخ واختراق الدفاع الجوي الأوكراني".
وطلبت كييف من طهران عدة مرات التوقف عن تزويد روسيا بطائرات "شاهد" المسيّرة، والتي أصبحت عنصراً أساسياً في هجمات موسكو بعيدة المدى على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، فضلاً عن أنواع مختلفة من الصواريخ.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية في ديسمبر/كانون الأول إن روسيا أطلقت 3700 طائرة مسيّرة من طراز "شاهد" خلال الحرب، والتي بإمكانها الطيران مئات الكيلومترات والانفجار عند الاصطدام. ويطلق عليها الأوكرانيون اسم "موبيدز" (وهي الدراجات البخارية الصغيرة) بسبب الصوت المميز لمحركاتها. وتُسقِط الدفاعات الجوية العشرات منها أسبوعياً.
ونفت إيران في البداية تزويد روسيا بطائرات مسيّرة، لكنها قالت بعد عدة أشهر إنها قدمت عدداً صغيراً قبل أن تشن موسكو الحرب على أوكرانيا في 2022.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الإثنين رداً على سؤال بشأن تسليم طهران طائرات مسيّرة لروسيا "من يتهمون إيران بتوفير أسلحة لأحد أطراف الحرب في أوكرانيا يفعلون ذلك لأغراض سياسية.. لم نوفر أي طائرات مسيّرة للمشاركة في تلك الحرب".
وذكر روب لي، الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية، وهو مركز بحثي مقره فيلادلفيا، أن إمدادات إيران من صواريخ فاتح-100 وذو الفقار من شأنها أن تمنح روسيا تفوقاً كبيراً في المعركة.
وقال لي "يمكن استخدامها لضرب أهداف عسكرية في العمق، كما أن اعتراض الصواريخ الباليستية أكثر صعوبة على الدفاعات الجوية الأوكرانية".