باتت ثاني أقدم شجرة زيتون في العالم يصل عمرها إلى نحو 5 آلاف سنة متواجدة في قرية فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة مهددة بالقطع؛ بسبب سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع إحدى مستوطناتها، وفق ما ذكرته صحيفة "The Times" البريطانية، الإثنين 19 فبراير/شباط 2024.
الصحيفة أوضحت أن تلك الشجرة توجد في قرية الولجة، غرب مدينة بيت لحم، وتعتبر بحسب بعض العلماء "ثاني أقدم شجرة زيتون في العالم"؛ إذ يبلغ محيطها ما يقرب من 25 متراً بارتفاع 13 متراً. وتنتج بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، ما يقرب من 500 إلى 600 كيلوغرام من الزيتون.
فيما أوضح صلاح أبو علي (50 عاماً)، الذي أوكلت إليه مسؤولية حراسة الشجرة، أن أرض عائلته جرى تقسيمها عام 2011 إلى قسمين بسبب بناء الجدار الفاصل؛ ما يعني أنه لم يعد بإمكانه قطف أشجار الزيتون الخاصة به على الجانب الإسرائيلي.
كما أشار، في حديثه إلى الصحيفة اللندنية، إلى أنه يعتمد على "سماح الجنود (الإسرائيليين) له بالعبور إلى أرضه خلال موسم الحصاد، وهو أمر لا يكون متوفراً دائماً".
بينما وصف احتمال قطع ثاني أقدم شجرة زيتون في العالم بـ"الكابوس"، مضيفاً أنه يخشى من احتمال أن يفصله سياج إسرائيلي آخر في يوم من الأيام عن شجرته التي يبلغ عمرها آلاف الأعوام. وتابع بأمل: "إن شاء الله لن يحدث ذلك أبداً".
فيما اتهمت السلطة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي بإتلاف 800 ألف شجرة زيتون منذ عام 1967، في حين اشتكى مزارعون فلسطينيون من قيام المستوطنين في الضفة الغربية بـ"اقتلاع الشتلات وحرق البساتين" في السنوات الأخيرة.
يشار إلى أن مساحات واسعة من أشجار الزيتون تقع قرب وبعد الجدار الفاصل، وفي أراض بُنيت عليها مستوطنات إسرائيلية.
في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أصيب بلال صالح (40 عاماً)، وهو مزارع فلسطيني، برصاصة في صدره على يد مستوطن إسرائيلي بالقرب من نابلس، على بُعد حوالي 48 كيلومتراً، شمال القدس، أثناء توجهه لقطف زيتونه، وفق "التايمز".
فوائد ثاني أقدم شجرة زيتون في العالم
كما أصبح موسم الحصاد نقطة اشتعال للصراع في السنوات الأخيرة، وبالنظر إلى أن الزيتون يساهم بنسبة 5% من الاقتصاد الفلسطيني، فإن الأثر المالي للأضرار جراء إتلاف المحصول كبير.
بينما لا تزال ثاني أقدم شجرة زيتون في العالم، التي تنتج الزيتون كل عامين، توفر دخلاً ثابتاً لـ"أبو علي"؛ حيث يبيع زيت الزيتون المستخرج من ثمارها، كما أنه يرسل الأغصان المقلمة إلى الحرفيين في القدس.
عن فوائد ثاني أقدم شجرة زيتون في العالم، قال أبو علي: "تلك الشجرة تحميني وأنا لا أحميها". وأوضح أنه ينوي أن ينقل رعاية الشجرة إلى أبنائه الأربعة، إبراهيم (5 أعوام)، ولقمان (7 أعوام)، وسليمان (10 أعوام)، وعيسى (12 عاماً).
زاد قائلاً: "سنموت جميعاً، لكن هذه الشجرة ستبقى.. لقد عانينا من الجفاف والأمطار، والنكبة، والزلازل، والحروب، لكنها نجت منها جميعاً". ويفتخر أبو علي بأن قريته كانت تعرف في يوم من الأيام باسم "مخزن القدس" الغذائي، بسبب جودة منتجاتها.
كان قد جرى تقسيم قرية الولجة بين إسرائيل والضفة الغربية عام 1949؛ ما أدى إلى تهجير 70% من الفلسطينيين، بما في ذلك عائلة أبو علي. وعن ذلك قال: "أحياناً أجلس وأشاهد الجانب الآخر من الوادي، وأتخيل كيف سيكون الوضع لو بقينا".
فيما يعيش المزارعون الفلسطينيون في الولجة والقرى المجاورة تحت تهديد أوامر الهدم، حتى يمكن بناء المستوطنات الإسرائيلية، بيد أن "أبو علي" يؤكد أنه "سيبقى في أرضه"، مردفاً: "ليست لدينا تراخيص للبناء، لكن إذا هدموا بيوتنا فإننا سنعيد تشييدها من جديد".