أظهر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، تعرية جنود الاحتلال الإسرائيلي لعشرات المعتقلين في غزة أثناء اعتقالهم في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين" الأونروا" بمدينة غزة.
وشوهد في مقطع الفيديو، الرجال جالسين على الأرض مجردين من ملابسهم ورافعين أياديهم إلى الأعلى، بينما تحتجزهم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في فناء مدرسة صلاح الدين الإعدادية التابعة للأونروا بمدينة غزة.
فيما لم يتسنّ تحديد تاريخ تصوير فيديو المعتقلين في غزة الذي نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي والتقطه جندي إسرائيلي.
ارتفاع عدد المعتقلين في غزة
يحدث هذا في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، رغم المحاكمة التي تواجهها تل أبيب بمحكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين.
خلال الأشهر الماضية، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات اعتقال في قطاع غزة أثناء توغل قواته في مدن ومخيمات القطاع، لكنه يقوم منذ ساعات بعملية برية في حي الزيتون شمالي غزة، إحدى المناطق التي أعلن انسحابه منها سابقاً.
وحتى الساعة 18:30 (ت.غ)، لم يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على فيديو المعتقلين في غزة المذكور لكنه ليس الأول، إذ شوهد في فيديوهات سابقة تجريد جنود إسرائيليين لمعتقلين فلسطينيين في غزة ونقلهم إلى جهات غير معروفة عبر شاحنات كبيرة.
سجون الاحتلال اكتظت بالمعتقلين
في سياق متصل، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، الثلاثاء، أنها تعمل على توفير مئات الأماكن لحبس فلسطينيين، بينها غرف لتناول الطعام ومقاصف (أماكن بيع الطعام)؛ في ظل تكدس الزنازين جراء عمليات اعتقال واسعة في الضفة الغربية المحتلة وغزة منذ اندلاع الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك في تقرير قدمته مصلحة السجون الثلاثاء، خلال جلسة للجنة الأمن القومي في الكنيست (البرلمان)، تمهيداً لبحث الحلول الممكنة؛ إثر اكتظاظ السجون، بحسب موقع "كالكاليست" العبري.
بحسب المخطط، من المتوقع إضافة 888 مكاناً للحبس في سبعة سجون خلال الأشهر المقبلة على حساب أماكن عامة في هذه السجون، مثل المقاصف وغرف تناول الطعام.
كما ذكر الموقع أنه "وفقاً للتقرير، فإن حوالي 91% من السجناء الفلسطينيين (8207 سجناء) محتجزون اليوم في ظروف لا تلبي قرار المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية في إسرائيل)، بتوفير الحد الأدنى من مساحة المعيشة، وكذلك النوم على سرير وفراش".
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وحتى الثلاثاء، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة "29 ألفاً و195 شهيداً و69 ألفاً و170 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق السلطات الفلسطينية.
وللمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، تخضع إسرائيل حالياً لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية (مقرها في مدينة لاهاي بهولندا)، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
كما تعقد المحكمة جلسات استماع لأكثر من 50 دولة، تمهيداً لإصدار رأي استشاري طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.