ذكرت وكالة "الأناضول" نقلاً عن مصادر فلسطينية وصفتها بـ"المطلعة" الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمسك بـ"4 لاءات"؛ مما يعرقل التوصل إلى اتفاق مع حماس، في الوقت الذي تتدهور فيه الأوضاع داخل القطاع غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي وخطر المجاعة.
وأكدت الوكالة، نقلاً عن المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن "مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية، وتضع عراقيل كثيرة".
شروط الاحتلال بشأن أي اتفاق مع حماس
المصادر أفادت بـوجود "خيبة أمل لدى الوسطاء المصريين والقطريين من مواقف نتنياهو ومحاولاته تعطيل جهود التوصل إلى اتفاق".
وأوضحت أن "نتنياهو يُحَمِّل وفده لأي مفاوضات 4 لاءات هي: لا وقف للعدوان على غزة، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية (للأسرى)".
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.
كما شددت المصادر الفلسطينية على أن "زيارة (رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل) هنية ووفد حماس الراهنة إلى مصر تأتي في ظل مراوغة نتنياهو وتهربه من متطلبات الاتفاق مع حماس".
المجاعة تتعمق في غزة
في سياق متصل، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء، من أن "المجاعة تتعمق" في القطاع وتهدد حياة "مئات آلاف الأطفال والنساء"؛ جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال المكتب، في بيان: "تتعمق يوماً بعد يوم المجاعة في محافظات قطاع غزة، الذي يعيش فيه قرابة 2.4 مليون إنسان".
كما أوضح أن المجاعة "تتعمّق بشكل أكبر في محافظتي غزة وشمال غزة؛ مما ينذر بكارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700 ألف مواطن فلسطيني ما زالوا يتواجدون في هاتين المحافظتين".
المكتب شدد على أن "الاحتلال بدأ في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وصولاً إلى المجاعة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء".
ومضى قائلاً: "نطالب بشكل فوري وعاجل بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، كما نطالب برفع الحصار وإدخال 10 آلاف شاحنة مساعدات خلال اليومين القادمين بشكل مبدئي وفوري وعاجل قبل وقوع الكارثة الإنسانية".
ثم تابع: "تتحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن هذه المجاعة التي تجري فصولها على مرأى ومسمع كل العالم، وهم الذين منحوا الاحتلال الضوء الأخضر للعدوان المتواصل".
جرائم مستمرة
على الصعيد الميداني دائماً، نزحت مئات العائلات الفلسطينية من منازلها، الثلاثاء، على وقع القصف العنيف والتوغل الذي تنفذه القوات الإسرائيلية، في حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
فقد أفاد شهود عيان بأن منطقة الزيتون تشهد قصفاً "عنيفاً" من قبل المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية، بالإضافة إلى توغل للقوات.
كما أوضح الشهود أن القصف والتوغل أديا لنزوح مئات العائلات من تلك المنطقة إلى المناطق الغربية للمدينة، بينها حي الرمال والميناء والشاطئ. وذكروا أن القصف تسبب بتدمير منازل وشوارع وبنية تحتية.
بدورها، قالت كتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحماس، في بيان: "نخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم جنوبي حي الزيتون بمدينة غزة ورصد عدد من طائرات العدو التي حضرت لنقل القتلى والإصابات جراء الاشتباكات".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش بدأ الليلة الماضية عملية عسكرية في حي الزيتون. ولفتت إلى أنه "من المتوقع أن تستمر عدة أسابيع".
وللمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
وحتى الثلاثاء، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة "29 ألفاً و195 شهيداً و69 ألفاً و170 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض"، بحسب السلطات الفلسطينية.