نظمت هيئة الإغاثة الإنسانية (İHH) التركية، مساء السبت، 17 فبراير/شباط 2024 اجتماع النسخة العاشرة لـ"ملتقى المقاومة" في صالة سنان أردم الرياضية بإسطنبول، متناولاً في جدول أعماله الأحداث في قطاع غزة، وتضمن كلمة لرئيس "İHH" بولنت يلدرم الذي كشف عن اعتزام الهيئة زيارة المسجد الأقصى.
وذكر يلدرم أن هيئة الإغاثة الإنسانية اشترت من التبرعات المقدمة لها، سفناً لاستخدامها في أنشطة المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف: "لقد ولى زمان الكلام، وولى وقت النوايا الحسنة، وولى زمان مضيعة الوقت، إننا ذاهبون إلى المسجد الأقصى، وذاهبون إلى غزة".
تركيا تطلق حملة للسفر إلى غزة والأقصى
قال رئيس "İHH" بولنت يلدرم إن الهيئة أطلقت حملة جديدة لإغاثة غزة، ووجه خطاباً للحاضرين في القاعة: "سوف تدعمون IHH في شراء السفن، وستنطلق السفن من أوروبا، وسينطلق نشطاء من عشرات البلدان، وسينطلق نشطاء من تركيا ودول أخرى".
وتابع: "سنبحر عبر البحر المتوسط، وسنسعى إلى دخول مصر، وإلى دخول ميناء غزة". وأوضح أن هدف هيئة الإغاثة الإنسانية، هو "الاستجابة لنداءات أطفال غزة المطالبين بكسرة خبز".
في السياق، أرسل رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، رسالة مصورة إلى الاجتماع. وقال أرباش في رسالته، إن الهجمات ضد المسلمين في فلسطين وغزة والقدس وتركستان الشرقية والعديد من أنحاء العالم "ليست بجديدة". وأضاف: "الذين يزعمون أن الإسلام انتشر بقوة السيف هم من ارتكبوا أو تسببوا أو أيدوا مجازر غير مسبوقة منذ قرون".
انتقادات تركية لإسرائيل
رئيس "İHH" بولنت يلدرم شدد على أن "إسرائيل غير الملتزمة أصلاً بأي قاعدة أو قانون أو عرف دولي، تعلن بكل صراحة أنها لن تلتزم بتلك الأعراف، وتظهر وحشية غير مسبوقة في القدس وغزة والضفة الغربية".
وأعرب عن أسفه إزاء "تشتت العالم الإسلامي في ظل هذه التحديات الجسام". ولوح آلاف الأشخاص الذين ملأوا القاعة بالأعلام التركية والفلسطينية، ورافقوا الأناشيد الدينية ورددوا شعارات مناهضة لإسرائيل.
يأتي ذلك في الوقت الذي شدّد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن بلاده تهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأقرب وقت، وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام تجمع جماهيري بولاية غيراسون شمالي تركيا.
وقال: "علينا مدّ يد العون أكثر لغزة في رمضان، وتقديم المزيد من المساعدات واجبنا الأخوي". وأضاف الرئيس أردوغان أن "إسرائيل تسعى لإرغام سكان غزة على الاستسلام عبر التجويع".
وأردف: "إذا أردنا أن يكون قرن تركيا أيضاً قرناً للسلام، فليس أمامنا سبيل سوى تحسين تعاوننا مع الدول الصديقة والشقيقة، وعلينا أن نتّحد مع الدول الشقيقة إذا أردنا إحباط مكائد القوى الإمبريالية ضد منطقتنا، وأن نركز على مجالات التعاون بدل الخوض في خلافات الرأي".
وأكد ضرورة رص الصفوف مع الدول الشقيقة من أجل إيقاف نزيف الدماء في غزة، ومنع المجازر الإسرائيلية هناك، مضيفاً: "كانت زيارتنا إلى الإمارات ومصر ناجحة للغاية في هذا الصدد، حيث ناقشنا التجارة والاستثمارات، وكذلك القضية الفلسطينية بالتفصيل مع رئيسي الدولتين، وقررنا تعزيز تعاوننا مع البلدين".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا أوصلت ما يزيد على 34 ألف طن من المساعدات الإنسانية لسكان غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم من مصر. ولفت إلى أن تركيا ستتعاون مع مصر فيما يتعلق بإرسال المساعدات إلى غزة والوقوف ضد تهجير أهل غزة من أراضيهم.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".