اعتبرت حركة حماس، الأحد، 18 فبراير/شباط 2024 تقييد إسرائيل دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المقبل "إمعاناً في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية". في الوقت نفسه أدان رئيس لجنة الحريات في الحركة الفلسطينية في فلسطين 48، الشيخ كمال الخطيب، قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن تقليص عدد المصلين المسموح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان القادم، معتبراً أنه "إيذان بحرب دينية"، فيما اعتبر حزب "الجبهة الديمقراطية" الفلسطيني أن القرار هو "سعي لإشعال جبهات أخرى".
في بيان حماس تعقيباً على موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على توصية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بتقييد والحد من وصول ودخول الفلسطينيين من القدس والداخل (أراضي 48) إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، قالت: "تبنّي نتنياهو لمقترح الوزير المتطرف بن غفير، تقييد دخول فلسطينيي الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك؛ هو إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين في حكومة الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني".
واعتبرت الحركة أن تقييد وصول المصلين يمثل "انتهاكاً لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك". ولفتت إلى أن ذلك "يشير إلى نية الاحتلال (الإسرائيلي) تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".
منع الفلسطينيين من دخول الأقصى
في وقت سابق الأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن جهاز "الشاباك" حذر المستوى السياسي من أنّ منع الفلسطينيين في الداخل من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة.
وقال الشاباك إنّ "انفجار الأوضاع في مدينة القدس والداخل (أراضي 48) سيكون أكثر خطورةً من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية"، وفق هيئة البث. وتفرض الشرطة الإسرائيلية منذ بداية الحرب على قطاع غزة، قيوداً على دخول المصلين الفلسطينيين من كافة المناطق الى المسجد الأقصى وبخاصة أيام الجمع.
ودعت حماس، سكان القدس والضفة الغربية والداخل (أراضي عام 1948)، إلى "رفض هذا القرار الإجرامي، ومقاومة صَلَف وعنجهية الاحتلال"، مطالبة الفلسطينيين بـ"النفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك".
وحذرت الحركة إسرائيل من "أن المساس بالمسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه، لن يمر دون محاسبة، وستبقى القدس والأقصى، بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها في وجه الظلم والصَّلَف والعدوان".
والجمعة تمكن نحو 25 ألف مصلٍّ فلسطيني من الوصول إلى المسجد الأقصى بالقدس الشرقية لإقامة صلاة الجمعة رغم القيود الإسرائيلية.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه للأناضول: "هذا هو أكبر عدد من المصلين يتمكنون من الصلاة بالمسجد منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
كمال الخطيب يدين قرار إسرائيل بخصوص الأقصى
في سياق متصل، أدان رئيس لجنة الحريات في الداخل الشيخ كمال الخطيب، الأحد 18 فبراير/شباط 2024، قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن تقليص عدد المصلين المسموح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان القادم، معتبراً ذلك أنه "إيذان بحرب دينية"، فيما اعتبر حزب "الجبهة الديمقراطية" الفلسطيني أن القرار هو "سعي لإشعال جبهات أخرى".
وقال الخطيب في تصريحات صحفية له بعد صدور تقارير إعلامية إسرائيلية بشأن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على توصية الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إن "القرار الإسرائيلي بتقليص أعداد المصلين بالأقصى يفتح الحرب الدينية على مصراعيها".
كما أضاف الخطيب: "هؤلاء يزيدون تعلق شعبنا بالأقصى ويفتحون الحرب الدينية على مصراعيها، هذا يشير فقط إلى أن هذه القيادة تقود الاحتلال الإسرائيلي إلى الهاوية".
ثم أردف: "هذا قرار أحمق ويعبر عن محدودية الرؤية عند هؤلاء السياسيين، كبن غفير ونتنياهو، هم يصبون الزيت على النار".
وخلَّفت الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عشرات آلاف الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
الشيخ كمال الخطيب/ مواقع التواصل الاجتماعي
من جهته، وصف مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية، قرار الاحتلال بـ"الجائر"، وقال في تصريح لـ"شبكة القدس" الفلسطينية، إن الهدف منه هو "حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في ممارسة حرية العبادة وهو في الوقت ذاته جزء من مخطط التهويد والضم الذي يمارسه الاحتلال في مدينة القدس والأقصى".
من جانبها، اعتبرت الجبهة الديمقراطية الفلسطينية، أن "قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية بتقييد أعداد المصلين بالمسجد الأقصى المبارك للأهالي في الضفة الغربية وأراضي 48 خلال شهر رمضان المبارك سعي لإشعال جبهات أخرى".
في بيان لها، أكدت الجبهة أن "قرار نتنياهو وبن غفير بتقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان هو استمرار لضرب الحقوق القومية والدينية للفلسطينيين للتعبد في أحد أهم المقدسات للعالم الإسلامي".
ثم أردف: "مبادرة وزير التحريض القومي بن غفير وشركائه في الشرطة تهدف إلى إشعال المزيد من الجبهات، إن كان في المناطق المحتلة أو داخل إسرائيل، وهذه هي السياسة المعلنة لحكومة الدم التي تقامر بمصير الشعبين في هذه البلاد".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/ الأناضول
في وقت سابق الأحد، ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل توصية اليميني المتطرف إيمار بن غفير، وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، بالحد من وصول الفلسطينيين من القدس والداخل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وقالت القناة إن قرار نتنياهو جاء على الرغم من تحذير جهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك" بكون هذه الخطوة سوف تؤدي إلى حدوث اضطرابات بين العرب والإسرائيليين.
وذكرت أنه بموجب قرار نتنياهو فإنه من المتوقع أن يكون وصول المصلين المسلمين للمسجد الأقصى محدوداً خلال شهر رمضان.