من المقرر صدور فيلمٍ يروي أحداث أسوأ مذبحة بتاريخ مصر المعاصر، على منصات البث في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري، وفقاً لتقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
إذ سيكون وثائقي نيكي بولستر عن مذبحة رابعة في عام 2013، والذي يحمل عنوان "ذكريات مذبحة Memories of a Massacre"، متاحاً للطلب عبر منصتي Apple TV وPrime Video وغيرها من المنصات في يوم 20 فبراير/شباط الجاري.
يُذكر أن المذبحة شهدت مقتل 900 شخص على الأقل، عندما أطلق الجنود وضباط الشرطة في مصر النار على المتظاهرين المطالبين بعودة الرئيس محمد مرسي، وذلك يوم 14 من أغسطس/آب عام 2013.
وكان وزير الدفاع ورئيس الأركان آنذاك، عبد الفتاح السيسي، قد نظّم انقلاباً عسكرياً للإطاحة بمرسي، واعتقاله قبل المذبحة بشهر.
وبعد الإطاحة بمرسي، تحوّل ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر بالقاهرة إلى مركز للتظاهرات المناهضة للانقلاب، حيث اعتصم أنصار مرسي في المنطقة.
بينما أعلن السيسي، الحاكم الفعلي للبلاد بعد الانقلاب، عن نيته فض الاعتصام. ثم أطلق بعدها يد قواته المسلحة ضد المتظاهرين، ما أسفر عن سفك الدماء.
يروي الفيلم تفاصيل أسوأ مذبحة بتاريخ مصر المعاصر
وبعد سنوات، وجد تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أدلة على أن السلطات خططت لعملية قتلٍ جماعي. وتشهد لقطات الفيلم على ذلك بصور للقناصة المصطفين على أسطح البنايات المحيطة بالميدان، وفي مواقع تم اختيارها بعناية، إلى جانب المروحيات التي أطلقت النيران فوق الرؤوس.
يمتاز الفيلم بمجموعة مذهلة من الأشخاص الذين أُجريت المقابلات معهم، وبينهم شهود عيان وأقارب للقتلى، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين سابقين وصحفيين ونشطاء.
يلخص بين رودس، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأسبق أوباما، كيف أصاب السيسي ومن خططوا للانقلاب في تنبؤهم بأن الولايات المتحدة لن تُعارض الإطاحة بمرسي.
كما ربط رودس بين ذلك التقاعس وبين المذبحة التي وقعت في رابعة بنهاية المطاف، حيث تذكر ذلك ضمن أحداث الفيلم، وقال: "لقد كانت واحدةً من أكثر التجارب المخيبة للآمال، والمحبطة، والمُغضبة؛ لأننا قررنا كحكومة أننا لن نقاوم حقيقة هذا الانقلاب. وها نحن نشهد عواقبه الأكثر حدة الآن".
رغم ظهور مثل هذه الشخصيات الرفيعة، يظل محور الوثائقي مرتبطاً بتجارب أولئك الذين فقدوا أحبابهم أثناء المذبحة، وينصبّ تركيز الفيلم الرئيسي على مقتل أسماء البلتاجي (17 عاماً) ومصور شبكة Sky News البريطانية مايك دين.
كما يرمز مقتل ثنائي إلى الطبيعة العشوائية لوابل النيران الذي أطلقته قوات الأمن المصرية صوب الميدان.
وقد صدر الفيلم في عروض مغلقة خلال الذكرى العاشرة للمذبحة بشهر أغسطس/آب من العام الماضي، بينما يأتي عرضه على الجمهور ليجعله واحداً من الشهادات القليلة المتوافرة عن المذبحة باللغة الإنجليزية.