شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الجمعة 16 نوفمبر/شباط 2024، مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف، للتنديد بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، كما شهدت مدن مغربية وتونسية مظاهرات نُصرة لغزة.
ووفق مراسل الأناضول، شارك مئات آلاف من اليمنيين، بينهم رئيس المجلس السياسي الأعلى لدى جماعة الحوثي مهدي المشاط، في مظاهرة حاشدة بصنعاء، دعماً لغزة، وتنديداً بجرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة.
ونقلت وكالة سبأ التابعة للحوثيين، عن بيان صادر عن منظمي المسيرة (جماعة الحوثي) قوله إن "العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني فشل في مواجهة الضربات التي تتعرض لها السفن المتجهة إلى العدو الإسرائيلي".
وطالب البيان، بتصعيد "العمليات في البحرين (الأحمر والعربي) واستهداف السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، والاستمرار في منع السفن الصهيونية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من المرور".
ودعا إلى "مواصلة العمل الفعال والمتنوع في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها، نظراً لأهمية هذا السلاح الفعال على العدو".
وفي كلمة له أمام المتظاهرين حيّا المشاط، الشعب اليمني، على موقفه الذي قال إنه "لا يمكن التراجع عنه مهما كانت التحديات والنتائج".
وحذّر من أن "أي اعتداء على اليمن سيقابَل بالرد، مهما كانت النتائج".
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف، الذي تقوده واشنطن، غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
و"تضامناً مع غزة" التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، عاقدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيدياً لافتاً في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كل السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
مظاهرات في المغرب
فيما شارك آلاف المغاربة في وقفات ومسيرات تضامنية مع غزة شهدها عدد من مدن المملكة عقب صلاة الجمعة، داعين إلى ضرورة توقف الجيش الإسرائيلي عن اجتياح مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وأفاد مراسل الأناضول بأن المشاركين في هذه الفعاليات التضامنية التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية) "طالبوا الدول العربية والإسلامية بإجراءات عملية ضد إسرائيل لوقف الحرب".
ونظمت الهيئة هذه الفعاليات للجمعة الـ19 على التوالي، منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحملت عنوان "أوقفوا اجتياح رفح.. ارفعوا الحصار".
وشهدت عدة مدن مثل فاس، وسيدي يحيى الغرب، وبني ملال، وأكادير، وقفات ومسيرات تضامنية مع غزة، رفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني ولافتات مساندة للقضية الفلسطينية وداعمة للمقاومة.
وردد المشاركون شعارات تطالب المجتمع الدولي بوضع نهاية لـ"تجويع سكان غزة والحيلولة دون تهجير المدنيين"، بحسب مراسل الأناضول.
مظاهرات تونس
كما تظاهر عشرات التونسيين، الجمعة، مساندة لقطاع غزة، وتنديداً بـ"الصمت على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين"، وتحاكم بموجبها تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية للمرة الأولى منذ تأسيسها، بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" ضد سكان القطاع.
وأفاد مراسل الأناضول، بأن المسيرة التضامنية مع غزة دعا إليها حزب التحرير (إسلامي) وانطلقت من جامع الفتح بالعاصمة تونس، في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات بينها "إلى الأمام إلى الأمام.. مع غزة لا استسلام"، و"غزة تصرخ يا للعار.. ويني (أين) أمة المليار"، و"يا غزة لبيناك.. شعب تونس كلو معاك".
وفي السياق، قال ممثل عن حزب التحرير خلال المسيرة إن "اليهود ارتكبوا المجازر وقتلوا النساء الأطفال ومنعوا الطعام والشراب، وكل ذلك يُنقل إلى العالم بالبث الحي المباشر إمعاناً وإذلالاً للمسلمين".
وأضاف في كلمته أمام المتظاهرين: "سُحقاً للقوانين والأعراف الدولية التي تتغير في لحظة حين يكون القتلى من غير المسلمين، وأنتم ترون كيف تحرك العالم تضامناً مع أوكرانيا (في حربها ضد روسيا)".
وتشهد البلاد بشكل أسبوعي تظاهرات مساندة لسكان قطاع غزة، تنظمها أحزاب وجمعيات ومنظمات وهيئات تونسية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" للمرة الأولى منذ تأسيسها.