قال موقع Ynet الإسرائيلي إن الجدار الذي تقوم القاهرة بتشييده الآن على حدود غزة، والذي نشرت صوره الأولى بالفعل، يتوقع منه أن يجهِّز المنطقة لاستقبال ما لا يقل عن مليون ونصف مليون فلسطيني من سكان غزة الذين أجبرتهم القوات الإسرائيلية على ترك منازلهم في مختلف مناطق القطاع والنزوح إلى جنوب غزة، وقد تجمع معظمهم في خيام أو في مناطق مفتوحة قريبة من شاطئ البحر، على مسافة ليست بعيدة من الحدود الرسمية بين غزة ورفح المصرية.
فيما نشرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في القاهرة، أن السلطات المصرية تخشى عملية إسرائيلية في منطقة رفح، ولهذا السبب شرعت في بناء مجمع محاط بالأسوار بمساحة 21 كيلومتراً مربعاً في شبه جزيرة سيناء. وذكرت تلك المصادر أن المنطقة المقامة ستكون مهيأة لاستقبال 100 ألف شخص.
وقال مقاولون مصريون يعملون في تهيئة المنطقة للموقع الإسرائيلي٫ إن ارتفاع الجدار سيبلغ 7 أمتار في المرحلة الأولى، و"إذا لزم الأمر، سنزيد من ارتفاعه فوق ذلك"، وستُهدم المنازل التي بُنيت في المنطقة لاستقبال بدو سيناء بعد نزوحهم أثناء العملية العسكرية المصرية، لتستخدم أرض المنطقة لمصلحة المشروع الجديد. وجدير بالإشارة أن هؤلاء المقاولين أنفسهم كانوا من المفترض أن يشاركوا في إعادة إعمار غزة، وبناء مبانٍ سكنية جديدة عوضاً عن تلك التي دمرتها غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومع ذلك، نفى محافظ شمال سيناء أن تكون المنطقة مخصصة لاستقبال لاجئين فلسطينيين، وقال إن العمليات الجارية في المنطقة تأتي في إطار جهود ترميم المنازل التي تعرضت للتدمير خلال العملية العسكرية التي شنها الجيش المصري على عناصر تنظيم الدولة داعش في المنطقة.
مصر تجهز لاستقبال سكان غزة
وفي وقت سابق، كشفت "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان" المصرية الحقوقية في منشورات لها على فيسبوك، أن الجيش المصري بدأ قبل يومين في تجهيز منطقة واسعة في شرق سيناء بالقرب من الحدود مع غزة لاستقبال الفلسطينيين الذي يحتمل نزوحهم من غزة إذا مضى الاحتلال هي خطة هجومه على مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية.
وأشارت المؤسسة إلى أن المنطقة ستكون محاطة بأسوار عالية لمنعِ سكان غزة من التسلل إلى أراضي سيناء والوصول إلى مناطق الوادي في القاهرة والإسكندرية ومدن القناة وغيرها٫ فيما رفض مسؤول مصري التعليق على ما ورد في هذا التقرير.
وتشير التقديرات إلى أن مسؤولين كباراً في إسرائيل، منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون في الموساد والشاباك، ومسؤولين أمريكيين بارزين، مطلعون على خطط إنشاء المنطقة المسورة في سيناء. ومن الممكن أن يكون هؤلاء المسؤولون قد اتخذوا قراراً مشتركاً بعدم الكشف عن هذه المعلومات. ومع ذلك، لم يتسن حتى الآن الحصول على تأكيد رسمي أو نفي للأخبار المتعلقة بمشروع البناء وخطط نقل أهل غزة إلى سيناء.
ومن الجدير بالذكر كذلك أن مصر رفضت أكثر من مرة دعوات الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا لتوطين سكان غزة في أراضيها خارج سيناء، بل إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر عن هذا الرفض بغضبٍ في أحد خطاباته، وخاطب رئيس الوزراء نتنياهو قائلاً: "إذا كنت تهتم كثيراً بسكان غزة، فلماذا لا توطنهم في صحراء النقب؟".
ومع ذلك، ذكرت تقديرات مختلفة أن مصر إذا وافقت على الاستيعاب المؤقت لسكان غزة، وأنشأت لهم "مستوطنة إيواء مؤقتة" في سيناء، فإن هذه الموافقة ستكون راجعة في المقام الأول إلى اعتبارات رغبتها في الحصول على تدفقات مالية، إذ تعاني البلاد أزمة اقتصادية حادة وانخفاضاً في إيرادات قناة السويس، بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، فضلاً عن تناقص دخل السياحة بعد الحرب على غزة.