قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو بجوار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في قصر الإليزيه، الجمعة 16 فبراير/شباط 2024، إن شن هجوم إسرائيلي على رفح "لن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومن شأنه أن يكون نقطة تحول في الصراع"، مضيفاً: "نتشارك المخاوف مع الأردن ومصر من حدوث نزوح قسري وجماعي للسكان".
كذلك قال في المؤتمر الصحفي المشترك: "الأردن يمكن أن يصبح منصة إضافية للمساعدات الإنسانية لغزة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يتعين تجنب حدوث تصعيد بالمنطقة خاصة في لبنان والبحر الأحمر.
ملك الأردن يحذر من هجوم إسرائيلي في رفح
في الوقت نفسه أكّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الجمعة، إنّ شن هجوم إسرائيلي على رفح، التي نزح إليها نحو 1.5 مليون شخص من الدمار الدائر في قطاع غزة، ستكون له تبعات إنسانية كارثية لا يمكن القبول بها. وقال: "إننا نحتاج إلى وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مشتركة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه إذا استمرت الحرب المدمرة في غزة والتصعيدات في الضفة الغربية والقدس، ستمتد آثار كل منهما إلى المنطقة بشكل كبير.
وتابع أن الحل السياسي الذي يقود إلى السلام على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها، وبيّن أن "اجتماعنا جزء من التنسيق المستمر خلال الأشهر الماضية للعمل باتجاه إنهاء الحرب في غزة، والتصدي للكارثة الإنسانية".
ولفت إلى أنه يجب أن يستمر دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، حيث إنّها شريان الحياة بالنسبة لنحو مليوني فلسطيني في غزة ممن يواجهون خطر المجاعة. وأشار إلى أن الوكالة تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين في أماكن أخرى بالمنطقة.
الأردنيون يتظاهرون دعماً لغزة
في سياق متصل فقد واصل الأردنيون، للأسبوع الـ19 على التوالي، التعبير عن تضامنهم مع غزة، والتنديد بالحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك عبر فعاليات، الجمعة، تمثلت بوقفات ومسيرات، في العديد من محافظات المملكة، من بينها العاصمة عمان، وشهدت العاصمة عمان مسيرة مركزية بمنطقة وسط البلد، شارك بها المئات.
فيما تجمعت أعداد مماثلة في نقطة على طريق المطار (جنوب عمان) وأقامت وقفة فيها، بعد أن تم منعهم من الوصول إلى منطقة الأغوار على الحدود مع فلسطين، حيث كان من المقرر إقامتها هناك.
ورفع المشاركون في تلك الفعاليات أعلام فلسطين والأردن، ولافتات كتبت عليها عبارات تدين الحرب الإسرائيلية.
أوقفوا الحرب على غزة
من بين تلك العبارات "أوقفوا الحرب على غزة"، و"التطبيع خيانة وفلسطين أمانة"، و"أوقفوا جسر العار.. أوقفوا تصدير الخضار"، "المطلوب جسر بري لغزة وليس للصهاينة"، وغيرها من العبارات الأخرى.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 ، نفى الأردن ما سماها "ادعاءات" تتعلق بمرور جسر بري عبر المملكة لنقل البضائع إلى إسرائيل.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي: الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي)، وجسر الملك حسين (ألنبي من جانب إسرائيل) ووادي عربة (إسحاق رابين من جهة إسرائيل).
وردد المشاركون في الفعاليات، العديد من الهتافات، من بينها: "المعبر لازم يفتح.. من الشمال ومن الجنوب"، و"نموت وتحيا فلسطين"، و"بالروح بالدم.. نفديك يا فلسطين"، "ينزف شعبنا المنكوب.. عم تطاردنا الحروب"، وهتافات أخرى.
كما شهدت محافظات معان والعقبة والكرك والطفيلة (جنوب)، وإربد وجرش (شمال)، والمفرق (شمال شرق)، وقفات ومسيرات، طالب المشاركون فيها بوقف "العدوان" على غزة.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ تأسيسها.