قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً، في اتصال هاتفي، الخميس 15 فبراير/شباط 2024، بأنه ينبغي ألا يمضي قدماً في أي عملية عسكرية في رفح دون خطة جيدة وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين الفلسطينيين.
المكالمة بين الزعيمين هي الثانية خلال أقل من أسبوع، وحذر فيها بايدن نتنياهو من التوغل في جنوب قطاع غزة دون خطة لضمان سلامة حوالي مليون فلسطيني لجأوا إلى هناك.
وتطرق الاثنان أيضاً إلى المفاوضات الجارية بشأن الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، فيما تعهد بايدن بمواصلة العمل على مدار الساعة للمساعدة في إطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، إنها اقتحمت أكبر مستشفى ما زال يعمل في غزة، وهو توغل أثار مخاوف جديدة حيال مصير مئات المرضى وأفراد الأطقم الطبية وكثير من النازحين الذين لجأوا إليه هرباً من الحرب.
يأتي القتال في المستشفى في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لإظهار ضبط النفس، بعد أن تعهدت بمواصلة هجومها على رفح، آخر مكان آمن نسبياً في غزة.
توتر بين بايدن ونتنياهو
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال بايدن إن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة "تجاوز الحد"، وعبر عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين في القطاع الفلسطيني.
وقد ازداد في الأيام الأخيرة وضوح تداعي الثقة وتزايد الخلاف بين بايدن ونتنياهو، على الرغم من أنهما تحدثا في 18 مكالمة هاتفية على الأقل منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي يحاول الآن أن يدفع إسرائيل إلى تخفيف حدة عمليتها العسكرية المزمعة في رفح، التي يقيم فيها الآن ما يزيد على مليون فلسطيني، معظمهم نازحون من بيوتهم، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
مع ذلك، كرر نتنياهو، الأربعاء 14 فبراير/شباط، تعهّده بالمضيّ قدماً في العملية العسكرية الهادفة إلى اجتياح رفح، وقال إن إسرائيل ستشن عملية عسكرية "قوية" في المدينة بُعيد السماح للفلسطينيين بالخروج منها إلى مناطق أخرى.
ومنذ أسابيع، يصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي حملته العسكرية ضد المنظومة الصحية في خان يونس، وأجبر في الأيام الماضية آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج من مستشفى الأمل، ومجمع ناصر الطبي بالمدينة.
ويشن جيش الاحتلال، منذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط مستشفيات المدينة، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية منها، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".