كشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، أن إدارة سجون الاحتلال نقلت القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي، من سجن عوفر إلى العزل في سجن آخر.
القناة الإسرائيلية ذكرت أن إدارة السجون تلقت معلومات تفيد بأن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي يدفع نحو تصعيد عمليات مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت القناة في تقريرها، أن البرغوثي يعمل على التحريض في الضفة الغربية، ويسعى لإشعال انتفاضة ثالثة، على خلفية استمرار الحرب على قطاع غزة.
الاحتلال يخشى من التصعيد في رمضان
كما أشارت إلى أن ذلك يأتي في ظل الخشية الإسرائيلية من تصعيد أمني محتمل بالضفة الغربية المحتلة في شهر رمضان.
في 5 فبراير/شباط الجاري، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "قد تكون عطلة شهر رمضان الذي سيبدأ في نحو 10 مارس/آذار، أكثر انفجاراً من أي وقت مضى، بسبب حقيقة أن إسرائيل في خضمّ حرب على عدة جبهات (غزة جنوباً ولبنان شمالاً)".
في 2 فبراير/شباط الجاري، قالت صحيفة Maariv الإسرائيلية، في تقرير نشرته، إن شرطة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة بدأت الاستعدادات لشهر رمضان، على خلفية الحرب ومع الإقرار بأنَّ هذه هي الفترة الأكثر حساسية وعرضة للانفجار.
وقد بدأت شرطة منطقة القدس منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، عقد اجتماعات لتقييم الوضع، ووضع الخطط الأولية بشأن إدارة الوضع خلال شهر رمضان الذي سيبدأ هذا العام في 10 مارس/آذار وينتهي في 9 أبريل/نيسان 2024.
وتسعى الشرطة إلى عدم السماح بالوصول لمسجد قبة الصخرة إلا في التواريخ والأوقات المعتمدة مع ضمان أقصى قدر من التفتيش والتدقيق.
من هو القيادي مروان البرغوثي؟
البرغوثي من مواليد قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، واعتقل مرات عدة منذ 1967 وأُبعد عن الضفة، قبل أن يعود إليها مع قيام السلطة الفلسطينية.
ولد "أبو القسّام" في 6 يونيو/حزيران 1959، وهو متزوج بفدوى البرغوثي، وهي محامية تعمل في المجال الاجتماعي والمنظمات النسائية الفلسطينية.
أنهى البرغوثي دراسة الثانوية العامة أثناء فترة اعتقاله وإبعاده عن مقاعد الدراسة بسبب سجنه بتهمة المشاركة في مظاهرات مناهضة للاحتلال في أواخر السبعينيات، وتمكن من تعلم اللغة العبرية ومبادئ في اللغتين الفرنسية والإنجليزية خلال فترة سجنه.
درس البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية، بجامعة بيرزيت، وأنهى الماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة ذاتها وعمل حتى اعتقاله في أبريل/نيسان 2002، محاضراً بجامعة القدس أبو ديس.
كما حصل في 2010 على الدكتوراه من قسم العزل الجماعي بسجن (هداريم) في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، واقتضى إيصال رسالته سراً خارج السجن نحو عام كامل بمساعدة محاميه.
كما أنه يُعدّ من القيادات البارزة التي قادت الجماهير الفلسطينية في انتفاضتها الأولى عام 1987، ليصبح بعدها عضواً بالمجلس الثوري لحركة فتح في العام 1989، كأصغر عضو بالمجلس وقتها، كما أنه لعب دوراً بارزاً في الانتفاضة الثانية عام 2000، لتزيد شعبيته بشكل كبير.
في آخر منصبٍ له، شغل البرغوثي الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية، كما أنه كان من القيادة التأسيسية لكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لـ"فتح"، واتهمه الاحتلال الإسرائيلي بأنه كان مرجعية تنظيمية لها، معللاً ذلك بأنه كان مسؤول اللجنة الحركية العليا للحركة في الضفة، ليعتقله ويحكم عليه بالمؤبدات الخمسة من خلال محكمة مدنية.
تعرّض البرغوثي "أبو القسام" وهي كنيته، لمحاولات اغتيال إسرائيلية فاشلة أكثر من مرة، أبرزها قصف موكبه أمام مكتبه في رام الله يوم 4 أغسطس/آب 2001، ما أسفر عن استشهاد مرافقه، وجاء اسمه في قوائم تبادل الأسرى في صفقة إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط 2011، إلا أن الاحتلال رفض إدراجه وإطلاق سراحه إلى جانب عدد من الأسرى أصحاب الأحكام العالية.